احتفل أقباط مصر اليوم الثلاثاء بمرور 1608 سنوات على رحيل القديس الأنبا بيشوي، الذي يُعتبر أحد أبرز أعمدة الرهبنة المصرية القبطية، ويُلقب بالرجل الكامل حبيب المسيح وفقًا للعقيدة المسيحية، حيث شهدت عدة أماكن احتفالات مميزة بهذه المناسبة، وكان أبرزها دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، الذي يُعتبر المقر البابوي منذ أيام قداسة البابا شنودة الثالث، بالإضافة إلى احتفالية كبيرة في مركز ملوي جنوب المنيا، وتحديدًا في منطقة «دير البرشا» الواقعة شرق النيل، حيث ترأس الأنبا ديمتريوس مطران ملوي الاحتفالات وسط إجراءات أمنية مشددة، وقد نظمت فرق الكشافة طوابير احتفالية بين أرجاء الكنيسة الأثرية، حيث رفع المحتفلون لافتات ضخمة تحمل صور الأنبا بيشوي والصلبان الكبيرة المعروفة بزفة الإيقونة، وسط أجواء من التصفيق والزغاريد والمدائح والألحان القبطية التي أضفت طابعًا مميزًا على الاحتفال.
كما احتفلت الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مصر وبلاد المهجر بنفس الذكرى، حيث أقامت عدة كنائس في المنيا احتفالات خاصة نظرًا لارتباط الأنبا بيشوي بالمحافظة التي عاش فيها نحو 13 عامًا، وأوضح القمص داود شحاته، راعي الكنيسة الأثرية بدير الأنبا بيشوي في دير البرشا، أن المنطقة تُعتبر أثرية وتحتل مكانة هامة في سيرة الأنبا بيشوي، فقد سُمي المكان باسم الأنبا بيشوي منذ مئات السنين، وكان يُعرف سابقًا باسم «دير البار بيشوي»، حيث عاش الأنبا بيشوي في مطلع القرن الخامس الميلادي.
من جانبه، أشار القس يوساب عزي، راعي كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة، إلى أن الأنبا بيشوي يُعتبر واحدًا من رموز وأعمدة الرهبنة القبطية عبر التاريخ، فقد وُلِد في قرية «شنشا» التابعة لمحافظة المنوفية حوالي عام 320 ميلادية، وترك منطقة «وادي النطرون» في عام 407 ميلادية بسبب الغارة الأولى للبربر، وانتقل إلى مركز ملوي بالمنيا.
يُذكر أن الأنبا بيشوي توفي في 8 أبيب (سنة 417 م) عن عمر يناهز 97 عامًا، ودفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا، وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع، أُعيد جسد الأنبا بيشوي إلى برية شيهيت، وهو حاليًا في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.