
أوضح الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن من الألقاب المميزة التي ذُكر بها سيدنا النبي ﷺ في القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة هو “المتوكل”، حيث جاء في التوراة وصفه كالتالي: “يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل”.
وأضاف “الهواري” خلال حلقة برنامج “مع الناس” المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن هذا الوصف يحمل معاني عميقة تتعلق بفهم التوكل الصحيح، الذي تجلى في حياة النبي ﷺ، وهو يعتمد على صدق القلب في التوجه إلى الله للحصول على المصالح ودفع المضار، مع ضرورة الأخذ بالأسباب المشروعة وعدم الانسحاب أو الكسل، مشددًا على أن النبي ﷺ كان يستعيذ بالله من الكسل ويحث على الأخذ بالأسباب في كل ما يتعلق بالدنيا والدين.
وأشار إلى أن الشرع يحثنا على السعي والاجتهاد مع التوكل على الله، فلا يُعقل أن يجلس الإنسان دون عمل ويقول “يا رب ارزقني” دون أن يسعى، فقد قال النبي ﷺ: “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير”، حيث إن الطير تخرج وتبحث وتسعى.
ولفت إلى أن بعض الأشخاص قد يلجؤون إلى العزلة أو النوم أو تجنب الآخرين عندما يخافون من مواجهة الحياة، معتبرًا أن الانعزال المؤقت لمراجعة النفس وترتيب الأمور ضروري شرعًا وعقلًا، بشرط ألا يتحول إلى عزلة دائمة أو انسحاب من الحياة، إذ أن ذلك يعد حالة مرضية غير مقبولة.
كما أكد الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن النبي ﷺ وأصحابه واجهوا مواقف من الخوف والقلق، مثل غزوة بدر، حيث أنزل الله عليهم النعاس كأمان لهم ليجددوا طاقتهم ويستعيدوا قوتهم النفسية والبدنية، ثم يعودوا لمواصلة العمل والسعي، مضيفًا أن الخوف الطبيعي يجب أن يدفعنا للتخطيط والاستعداد وليس للجمود، فمن يشعر بضيق الرزق عليه أن يسعى لعمل آخر، ومن يخشى على أبنائه عليه أن يخطط لمستقبلهم، فالدين والعقل يؤكدان ذلك.