أعطت الدولة المصرية اجازة رسمية للجميع لمتابعة الحدث الأهم يوم السبت المقبل، حيث تتجه أنظار العالم نحو القاهرة مع اقتراب الموعد المنتظر للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، في حدث استثنائي يترقبه المجتمع الثقافي الدولي بأكمله، حيث اعتبرته العديد من الصحف العالمية إنجازًا فريدًا يصفه الخبراء بأنه الحدث الثقافي الأضخم في القرن الحادي والعشرين، ويعكس إصرار مصر على تقديم أعظم صرح أثري في العالم ليكون شاهدًا على عظمة حضارتها الممتدة عبر آلاف السنين.

المتحف المصري الجديد - تصوير علاء نور
المتحف المصري الجديد – تصوير علاء نور

ويُعد المتحف المصري الكبير المجاور لأهرامات الجيزة تتويجًا لحلم مصري استمر لأكثر من عقدين من الزمن، إذ يجسد طموح الدولة في إنشاء أكبر متحف أثري في العالم، وواجهة حضارية جديدة تُبرز هوية مصر التاريخية، وقد أنهت القاهرة استعداداتها لاستقبال وفود دولية رفيعة المستوى تضم رؤساء وملوكًا من أوروبا وآسيا وإفريقيا للمشاركة في حفل الافتتاح الذي يوصف بأنه لحظة تاريخية تعيد لمصر مكانتها الريادية في الثقافة والفنون.

حضور دبلوماسي كبير لإفتتاح المتحف المصري

وأكدت مصادر دبلوماسية لـ إقرأ نيوز أن قائمة الحضور تشمل عددًا من القادة والشخصيات البارزة من مختلف دول العالم، من بينهم رؤساء وحكومات وملوك يمثلون قارات ثلاث، إضافة إلى وفود من منظمات دولية ومؤسسات ثقافية كبرى، في إشارة إلى المكانة العالمية التي يحظى بها هذا المشروع المصري العملاق.

موعد افتتاح المتحف المصري والقنوات الناقلة

الحدث الموعد القنوات الناقلة ملاحظات
الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير السبت 1 نوفمبر 2025 جميع القنوات المصرية والإذاعية في بث مشترك (منها: القناة الأولى، ON E، DMC، CBC، المحور، المصرية الفضائية، وإذاعة البرنامج العام) يُقام الحفل عند سفح الأهرامات بمشاركة عدد كبير من القادة والملوك ورؤساء الدول من مختلف أنحاء العالم

ويُنظر إلى المتحف المصري الكبير بوصفه منارة جديدة للفن الفرعوني في قلب القاهرة، إذ يقدم للزوار تجربة ثقافية غير مسبوقة عبر عرض أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تغطي مختلف مراحل التاريخ المصري من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني، ويضم المتحف المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة منذ اكتشافها، بجانب تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني والملكة حتشبسوت والمركب الشمسي الذي أُعيد ترميمه بعناية علمية فائقة.

ويمتد المتحف على مساحة نصف مليون متر مربع عند سفح الأهرامات في مشهد بصري فريد يمزج بين عظمة الماضي وروح الحاضر، بينما تجاوزت تكلفة إنشائه مليار دولار ليصبح تحفة معمارية وثقافية متكاملة، ويضم اثنتي عشرة قاعة عرض رئيسية مزودة بتقنيات رقمية حديثة وأنظمة إضاءة تفاعلية تمنح الزائر تجربة غامرة تحاكي قصة الحضارة المصرية القديمة، كما يحتوي على مركز عالمي للترميم ومكتبة أثرية ضخمة ومركز للتدريب والتعليم ليكون مجمعًا ثقافيًا متكاملًا يربط بين التراث والمعرفة.

وتشير توقعات وزارة السياحة المصرية إلى أن افتتاح المتحف سيسهم في رفع نسب إشغال الفنادق في القاهرة إلى ما بين خمسة وثمانين وتسعين في المئة، مع توقع استقبال نحو ثمانية عشر مليون سائح بنهاية عام 2025 مقارنة بخمسة عشر مليونًا وثلاثمئة ألف العام الماضي، في مؤشر واضح على الدور المحوري الذي سيؤديه المتحف في تنشيط حركة السياحة الثقافية وجذب الأنظار مجددًا إلى مصر.

ويرى خبراء الآثار والثقافة أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظة فارقة في استعادة مصر لقوتها الناعمة عبر التراث والفنون، مؤكدين أن الهدف لا يقتصر على عرض الكنوز الأثرية بل يمتد إلى بناء جسور تواصل بين الحضارات وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، إذ يقدم المتحف رؤية معاصرة تُعيد تقديم مصر للعالم باعتبارها مركز إشعاع حضاري وإنساني.

ومع مشاركة هذا العدد الكبير من القادة والزعماء العالميين، تتحول القاهرة إلى محور للاهتمام الدولي في احتفالية ضخمة تُعيد رسم خريطة السياحة الثقافية في المنطقة، ومن على أعتاب الأهرامات تعلن مصر عبر إقرأ نيوز أن ماضيها العريق ما زال يلهم حاضرها ويقود مستقبلها بثقة ورؤية حضارية جديدة.