
وصف الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء الأسبق، لحظة تركيب وعاء الضغط للمفاعل الأول بمحطة الضبعة النووية بأنها إنجاز تاريخي ونقلة نوعية كبيرة لمصر، وأكد أن هذا التطور لم يكن ليتحقق لولا وجود إرادة سياسية قوية، وهو ما غاب عن محاولات سابقة على مدار عقود طويلة، وأشار إلى انطباعه الشخصي العميق تجاه هذا الإنجاز من خلال تجربته التي تمتد لأكثر من 33 عاماً في البرنامج النووي المصري.
إرادة سياسية حاسمة أنهت عقوداً من المعاناة
أوضح الدكتور عبد النبي أن شعوره بالفرحة بدأ في 19 نوفمبر 2015، وهو التاريخ الذي شهد فيه ظهور إرادة سياسية جادة لتنفيذ المشروع، حيث عانى المصريون كثيراً من محاولات سابقة فاشلة في عصور مختلفة، وأكد أن النجاح في المشروع النووي يعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية، كما حدث في مشروع السد العالي، مشيراً إلى أن القيادة السياسية الحالية قد غيرت المعادلة بالكامل بعد سنوات من التحديات.
عرض روسي غير مسبوق.. ثقة وبناء وتمويل
لفت الدكتور عبد النبي إلى أن روسيا هي التي عرضت بناء المحطة على مصر بعد أن رأت الاستقرار والإرادة السياسية، واعتبر أن العرض الروسي كان استثنائياً، حيث قدمت روسيا قرضاً بقيمة 25 مليار دولار يمثل 85% من تكلفة المشروع، مما يدل على الثقة الكبيرة بين القيادتين المصرية والروسية.
تركيب وعاء الضغط.. “قلب المحطة” جاهز للعمل
شرح الخبير النووي أهمية تركيب وعاء الضغط، حيث يعتبر المفاعل نفسه والقلب الذي سيحتوي على الوقود النووي، وأشار إلى أن هذا التركيب يعني أن المحطة أصبحت جاهزة لاستقبال الوقود وبدء العمل في الوقت المحدد، وأوضح أن تصنيع هذا الوعاء عادة ما يستغرق ثلاث سنوات، لكن تم إنجازه في وقت أقل، مما يدل على تقدم المشروع رغم التحديات.
أبعد من مجرد كهرباء: أمن طاقة وتكنولوجيا متقدمة
شدد الدكتور عبد النبي على أن فوائد المشروع تتجاوز توليد الكهرباء، حيث يمثل أمناً قومياً في مجال الطاقة، وأوضح أن سوق الوقود النووي مستقر عالمياً، وقدم مقارنة اقتصادية مهمة حيث تكلف شحنة الوقود النووي التي تعمل لمدة عام ونصف حوالي 60 مليون دولار، بينما إذا تم تشغيل المحطة بالغاز لنفس المدة، ستكون التكلفة 600 مليون دولار، مما يعكس حجم التوفير الكبير، وأكد أن الأثر الأهم هو نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى مصر.
كوادر وخبرات للمستقبل على خطى السد العالي
اختتم الدكتور علي عبد النبي حديثه بالتأكيد على أن مشروع الضبعة سيخلق جيلاً جديداً من الكوادر المصرية المدربة، مشيراً إلى تجربة السد العالي التي أفرزت خبرات وشركات كبرى، وأكد أن المشروع هو ضمانة لمستقبل مصر التكنولوجي والاقتصادي، حيث يعمل حوالي 30 ألف عامل و4 شركات مصرية كبرى في المشروع، مما سيؤدي إلى تأسيس شركات استشارية وإنشائية جديدة ويعزز من مكانة العمالة المصرية في السوق العالمي النووي.


تعليقات