سمر البشيتى تطلق نداء استغاثة من غزة للعلاج والنجاة من الألم وصراع البقاء

لم تكن سمر البشيتي، الطفلة البالغة من العمر عشر سنوات، تدرك أن لحظة عابرة ستقلب حياتها رأسًا على عقب، ففي أثناء نزوح عائلتها وسقوط الركام من الأعلى، ارتطم رأسها ببرميل كبير، ما أدى إلى تحول طفولتها إلى صراع مرير من أجل البقاء.

غزة-للعلاج-والنجاة-من.jpg" style="height: 309px; width: 550px;" title="الطفلة المريضة سمر البشيتي"/>
الطفلة المريضة سمر البشيتي

مأساة سمر

أصيبت سمر بكدمات شديدة في المخ وكسور حرجة في الجمجمة من الجهة الأمامية، مما أدى إلى شلل رباعي أفقدها القدرة على الحركة، وتعاني من ارتفاع متواصل في درجة الحرارة وتشنجات قوية تتفاقم يومًا بعد يوم، ورغم جهود الأطباء في غزة، إلا أن حالتها تتطلب علاجًا متخصصًا لا يمكن الحصول عليه في القطاع، وقد أكد الطاقم الطبي ضرورة نقلها للعلاج في الخارج على وجه السرعة قبل أن تتعرض لانتكاسة خطيرة يصعب تداركها، اليوم تقف الطفلة الفلسطينية على حافة الخطر، في حاجة ماسة لرحلة علاجية عاجلة قد تعيد إليها ما تبقى من حياتها.

سمر البشيتي قبل الحرب

نظام صحي متهالك

أكد مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أن النظام الصحي في القطاع لم يعد يشبه أي نظام في العالم، حيث أصبحت المستشفيات بلا جدران وغرف العمليات بلا أجهزة، والأدوية تقسم بالقطرة، بينما يعاني القطاع من عجز حاد في المستلزمات الطبية، حيث وصلت نسبة الإصابة بالأنيميا بين الأطفال إلى 82%، وعجز المستلزمات الطبية إلى 70%، ولم يدخل الاحتلال حتى الآن الأدوية الأساسية التي يحتاجها القطاع، وقد رصدت الوزارة أكثر من 156 حالة تشوه في غزة منذ بداية الحرب، كما زادت حالات الإجهاض بشكل ملحوظ.

رسائل الأم

تحدثت والدة سمر بصوت يختلط فيه الحزن بالعجز، قائلة: “إصابة سمر في رأسها كانت قاسية جدًا، تسبب لها شللًا رباعيًا وضررًا دماغيًا كبيرًا، وحالتها تسوء يومًا بعد يوم” وتضيف: “ابنتي عمرها 10 سنوات، صغيرة ويتيمة الأب، وما لها غيري بعد الله، والأطباء قالوا لنا لابد أن تسافر للعلاج في الخارج في أسرع وقت، لأنه العلاج هنا غير كافي” وتتابع: “أرى ابنتي تتألم ولا أستطيع فعل شيء، كل ما أتمناه أن يساعدها أي شخص قبل فوات الأوان”