طفلة تُولد مرتين تحت النار في غزة وتعاني من صراع مع المرض ونقص الدواء

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان غزة، تبرز قصة الطفلة سيلا النجار كرمز للمعاناة التي يتعرض لها الأطفال في القطاع، سيلا، التي تبلغ من العمر أربع سنوات، وُلدت مبكرًا مما تسبب في نقص الأكسجين في مخها، ورغم أنها كانت في حالة صحية مستقرة في البداية، إلا أن الأحداث المتتالية في غزة أدت إلى تدهور حالتها الصحية بشكل خطير، حيث تعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية اللازمة لإنقاذ حياتها.

معاناة سيلا

تعيش سيلا حياة مليئة بالتحديات، حيث تعاني من سوء تغذية شديد أثر على قدرتها على المشي وتركت جسدها عرضة للتقرحات، كما تعاني من تشنجات مستمرة وضعف في قدرتها على تناول الطعام، بالإضافة إلى مشاكل حادة في العينين مما يثير مخاوف من فقدان بصرها في أي وقت، الأطباء يقفون عاجزين أمام حالتها بسبب نقص العلاجات اللازمة في القطاع، وكل يوم يزداد جسد سيلا هشاشة.

تطعيم غير متوافر

في ظل الوضع الراهن، أعلنت وكالة الأونروا أن واحدًا من كل خمسة أطفال في غزة لم يتلقوا اللقاحات الأساسية خلال العامين الماضيين بسبب الحرب، وهذا الأمر يثير القلق بشأن تفشي أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة في ظل الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي في القطاع.

علاج قبل فوات الأوان

تروي والدة سيلا تفاصيل معاناة ابنتها بقلق، حيث تقول إن ابنتها لا تستطيع الوقوف أو المشي بمفردها، وتحتاج إلى الدعم الطبي المستمر، وتصف حالتها بأنها مؤلمة، فقد وُلدت قبل الأوان وكانت تعاني من نقص الأكسجين، وقد أُدخلت العناية المركزة لمدة 19 يومًا، وزنها عند الولادة كان كيلو و600 جرام فقط.

علاج غير موجود

قبل بدء الحرب، لاحظت الأسرة تأخر سيلا في المشي، وعندما استشارت الأطباء، أكدوا حاجتها لجهاز طبي خاص غير متوفر في غزة، كما أكدوا ضرورة إجراء جلسات علاج طبيعي مكثف، لكن الوقت ليس في صالحهم، حيث أن الاستجابة للعلاج تقل بعد سن الخمس سنوات، والأم تشعر بالخوف من تفاقم حالة ابنتها مع كل يوم يمر.

تدعو الأم الجميع للمساعدة في إخراج سيلا من غزة لتلقي العلاج، حيث تشير إلى أن الأطباء أكدوا إمكانية تحسن حالتها بسرعة إذا توفرت الإمكانيات اللازمة، وهي تأمل أن تتمكن ابنتها من العيش حياة طبيعية كأي طفلة أخرى، وتبقى هذه القصة تجسد المعاناة المستمرة التي يواجهها الأطفال في غزة في ظل الأوضاع القاسية.