باغتت إسرائيل سكان الضاحية الجنوبية لبيروت بغارة جوية عنيفة، مما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص، من بينهم هيثم علي طبطبائي، الرجل الثاني في حزب الله، وإصابة 24 آخرين، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في المباني المحيطة. تأتي هذه الضربة في وقت حساس، حيث يفصلنا أيام قليلة عن تاريخ 27 نوفمبر، موعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.
جاء هذا الهجوم بعد ساعات قليلة من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أكد عزم بلاده على منع حزب الله وحركة حماس من استئناف نشاطاتهما العسكرية، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل الضغط على هذه الجماعات. وأوضح نتنياهو أن العمليات العسكرية ستستمر في لبنان لمنع أي إعادة تسليح تهدد أمن إسرائيل.
أسباب الهجوم الإسرائيلي
تعتبر الغارة على الضاحية الجنوبية رسالة من إسرائيل، حيث تسعى من خلالها إلى منع أي تقدم في المسار السياسي، مما يعكس رغبتها في تغيير المعادلات العسكرية في المنطقة. هذه التطورات قد تدفع لبنان إلى البحث عن دعم دولي أكبر، من خلال القنوات الدبلوماسية، للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وتجنب تصعيد الأوضاع.
من جانب آخر، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن هيثم علي طبطبائي كان قائدًا رئيسيًا في عمليات إعادة تسليح حزب الله، مؤكدًا أن الجيش ملتزم بوقف إطلاق النار، لكنه لن يسمح لحزب الله بتعزيز قدراته العسكرية.
ردود الفعل اللبنانية
أثارت الغارة ردود فعل قوية من المسؤولين اللبنانيين، حيث أدان الرئيس اللبناني، جوزيف عون، الهجوم، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتجاهل دعوات المجتمع الدولي لوقف اعتداءاتها. وقد دعا البيان الرسمي للرئاسة اللبنانية المجتمع الدولي إلى التدخل بجدية لوقف التصعيد وتأمين الاستقرار في المنطقة.
كما أكد رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، أن حكومته ستسعى لحماية اللبنانيين ومنع أي تصعيد، داعيًا إلى توحيد الجهود خلف مؤسسات الدولة. وأكد أن حماية الشعب اللبناني هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الحرجة، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع الدول الصديقة.
في سياق متصل، أعلن حزب الله أنه يدرس الرد المناسب على الغارة، مشددًا على ضرورة التمسك بخيار المقاومة وعدم السماح باستمرار الاعتداءات، مؤكدًا أن ما حدث يمثل تجاوزًا لخطوط حمراء جديدة في الصراع القائم.


تعليقات