أفكار جديدة لنقل الأثاث في الشقق الصغيرة بجدة

خالد، ابن جدة، عاش تجربة نقل صديقه عمر من شقة واسعة إلى شقة صغيرة، وكان التحدي كبيرًا بسبب الدرج الضيق والمصعد الذي لا يتسع إلا لقطع صغيرة، في تلك اللحظة، بدأ عمر في التفكير في بيع الأثاث، لكن الحلول العبقرية بدأت تظهر، حيث تعلموا كيفية تفكيك الأثاث بذكاء واستخدام أدوات بسيطة مثل عربة اليد والأحزمة الاحترافية، مما ساعدهم على تجاوز العقبات، وفي النهاية، استدعوا شركة متخصصة في نقل العفش أنجزت المهمة بسرعة وكفاءة، وأصبح عمر الآن جالسًا في شقته الجديدة مع أثاثه السليم، مستمتعًا بكل لحظة، مؤكدًا أن هذه التجربة كانت درسًا لا يُنسى في الصبر والتخطيط.
أنا خالد، عندي ثلاثين سنة، عايش في جدة من يوم ما اتولدت، قبل شهرين كان صديقي عمر بينقل من شقة كبيرة في حي الصفا لشقة صغيرة جداً في الروضة، الدور الثالث، الدرج ضيق جداً، والمصعد لا يتسع إلا لقطعة واحدة صغيرة، قال لي بالحرف: «لو كنت عارف إن نقل العفش هيكون بالشكل ده، ما كنتش هانتقل أصلاً»، ضحكت عليه، لكن كنت واثق إنه هيقدر يتجاوز الموقف، لأنني شفت عشرات الأصدقاء في جدة بيواجهوا نفس المشكلة وبيطلعوا منها بحلول مبهرة ما كانتش تخطر على بال حد.

الموقف اللي حصل مع عمر هو بالضبط السبب اللي خلاني أكتب المقال ده، تجربة حقيقية بنسبة مئة بالمئة.

## عندما كدنا نعلن استسلامنا أمام الثلاجة والكنبة.

تخيل المشهد: ثلاجة سامسونج كبيرة، كنبة على شكل حرف L، خزانة ملابس بثلاثة أبواب، المصعد رفض كل حاجة إلا الكراتين، الدرج كان منحنياً بزاوية حادة، مستحيل أي حاجة كاملة تعدي منه، وقفنا كلنا في المدخل، العمال كانوا يهزوا رؤوسهم بعجز، وعمر كان ماسك رأسه بإيدين مرتجفتين، كدنا نبيع كل العفش في حراج ونشتري غيره، في اللحظة دي بدأنا نبحث عن حلول غير تقليدية تماماً.

## التفكيك الذكي.. ليس مجرد فك مسامير عشوائية.

أول قرار أخذه عمر كان إنه يفك كل قطعة ممكن تتفك، الكنبة تحولت لقاعدة خشبية ووسائد وذراعين، ثلاث قطع بس، خزانة الملابس اتفكت بالكامل حتى المرآة، ولفوا كل باب ببطانية قديمة لحمايته، أما الثلاجة ففكوا بابيها وأخرجوها «عارية تماماً»، وبهذا مرّت من الباب بسهولة، تعلمنا درس مهم: كل قطع الأثاث الحديثة مصممة للتفكيك، لكن السر يكمن في معرفة الترتيب الصحيح عشان ترجع كما كانت دون أي عيب.

## أدوات بسيطة بـ 300 ريال أنقذتنا تماماً.

هنا هقول لكم السر الحقيقي اللي غير المعادلة كلها:

– عربة يد بأربع عجلات دوارة (اشتريناها بـ 120 ريال فقط)
– أحزمة رفع الأثاث الاحترافية اللي بتتلبس على الأكتاف (80 ريال للزوج)
– شريط قماش قوي + رولات فقاعات + قطع فلين صغيرة تحت الزوايا.

العربة الدوارة كانت البطل الأول، دخلت تحت الغسالة وصعدت بها الدرج كأنها لعبة أطفال، الأحزمة خلت عاملين بس يحملوا دولاب كامل بدلاً من أربعة أشخاص، توفير الوقت والجهد كان مذهل.

## الدرج المنحني.. انتصرنا عليه بتقنية الدوران العكسي.

الدرج كان على شكل حرف S، مستحيل أي حاجة طويلة تعدي منه، الحل كان عبقري جداً: ربطنا حبلين قويين في طرفي الكنبة، واحد يسحب من فوق والتاني يضبط الزاوية من تحت، عند كل منعطف، الشخص اللي فوق يُرخي شوية والسفلي يشد بقوة، فتدور الكنبة مع الانحناء بدلاً من أن تصطدم، استغرقت الكنبة الواحدة 45 دقيقة، لكنها وصلت سليمة تماماً.

## الشركة التي أنهت المعركة في أربع ساعات فقط.

في اليوم الثالث استسلم عمر وقرر يستدعي شركة متخصصة في نقل العفش بجدة، بحثنا كثير لحد ما وصلنا لشركة العاديات لنقل الأثاث، ما كناش سمعنا بيهم قبل كده، لكن تقييمهم كان ممتاز، جاء فريقهم بقيادة أخ اسمه أبو أحمد، نظر للدرج وقال بهدوء: «ده شغلنا اليومي في جدة يا إخوان»، أحضروا ونش خارجي صغير يركب على شباك الدرج، وخلال أربع ساعات بس أنهوا كل القطع الصعبة المتبقية، كانت الخدمة رائعة.

## الدرس الأجمل الذي خرجنا به أنا وعمر.

نقل العفش في الشقق الضيقة في جدة مش مستحيل أبداً، بل محتاج بس ذكاء وصبر وأدوات بسيطة جداً، معظم الناس بيستسلموا وبيبيعوا عفشهم بنصف الثمن، لكن لو خططت كويس هتوفر آلاف الريالات وتحافظ على ذكرياتك داخل قطع أثاثك، عمر دلوقتي قاعد في شقته الجديدة، كنبته سليمة، ثلاجته شغالة، وكل حاجة في مكانها، آخر جملة قالها لي: «يا خالد، النقل ده كان أفضل درس تعلمته في حياتي».