«احتفالات الإمارات» بين معاني الاتحاد وتطور الساحة الفنية

تُعتبر احتفالات دولة الإمارات بأيامها الوطنية تجسيدًا حيًا للهوية الوطنية، حيث شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في أساليب الاحتفال، مما يعكس عمق ارتباط الدولة بمسيرتها التنموية ورغبتها في كتابة فصول جديدة من الإنجاز، ورغم التحديات العالمية، استطاعت الإمارات تقديم عروض فنية مبتكرة تتماشى مع روح المناسبة، مثل عرض “غرس الاتحاد” الذي أضفى لمسة فنية فريدة، ومع اقتراب عيد الاتحاد الـ54، تتأهب الدولة للاحتفال تحت شعار “متحدين”، مما يعكس تماسك المجتمع وقوة الروابط الوطنية، حيث ستتوزع الفعاليات في مختلف المدن، لتجمع بين التراث والفن في مشهد يعكس وحدتنا وتنوعنا الثقافي.

تتابعت احتفالات دولة الإمارات على مدار السنوات الأخيرة بشكل متنوع فنيًا ووطنياً، حيث قدمت عروضًا تعكس الهوية وخصوصية المكان.

شكلت السنوات الأخيرة مرحلة مميزة في تاريخ احتفالات الإمارات بأيامها الوطنية، إذ تحول هذا الحدث السنوي إلى مساحة تعيد فيها الدولة تأكيد ارتباطها بمسيرة الاتحاد وروايتها التنموية، واستعدادها الدائم لكتابة فصول جديدة من التطور والإنجاز، وقد عكس تتابع الاحتفالات مشهداً متجدداً حيث تتكامل الرموز الوطنية مع الإبداع الفني، بينما احتفظت المناسبات بروحها الأصيلة وصورتها المتألقة عامًا بعد عام.

إبداع مستمر في ظل تحديات عالمية

رغم الظروف الصحية العالمية الصعبة التي شهدتها السنوات الماضية، كانت روح الفن حاضرة في الاحتفالات الوطنية لتؤكد عمق الارتباط بالهوية، إذ اتجهت الدولة خلال فترة الجائحة إلى اعتماد أنماط جديدة للاحتفال عن بُعد، ومع حلول عيد الاتحاد الـ49 في ديسمبر، قدمت الإمارات نموذجًا متقدمًا في التكيف عبر عرض «غرس الاتحاد» في غابات القرم، والذي تميز بمنحوتة مضيئة عائمة شكلت لوحة فنية نابضة بالحياة.

وعلى الرغم من غياب الجمهور محليًا وعالميًا، إلا أن آلاف المشاركات الصوتية للنشيد الوطني عبر «جوقة رقمية» من المنازل منحت الاحتفال طابعًا تفاعليًا غير مسبوق، ليكون ذلك أول دمج بين الواقع والفضاء الافتراضي في تاريخ المناسبة.

الاحتفال بالعيد الخمسين: عودة إلى الطبيعة وروح المكان

وفي عيد الاتحاد الـ50، انتقلت الاحتفالات إلى منطقة حتا في دبي، حيث تمازج الحدث مع الطبيعة، وبرزت أعمال فنية متعددة في مواقع متنوعة، وشهدت تلك السنة حفلات أحياها عدد من الفنانين مثل حسين الجسمي والماس وفيصل الجاسم ومحمد المنهالي، وذلك في مسرح المجاز بالشارقة وقصر الحصن في أبوظبي، لتتجسد ملامح عودة النشاط الفني بقوة.

عام 2022: أوبريت يجمع تسعة نجوم في عمل واحد

ومع تجاوز تبعات الجائحة في عام 2022، عاد أوبريت «إماراتي وأفتخر» من كلمات الشاعر سلطان مجلي، ليقدم عملاً غنائياً جمع تسعة فنانين هم: فايز السعيد وحمد العامري وأريام وهزاع والوسمي ورويدة المحروقي ومحمد المنهالي وفيصل الجاسم وديم، وأخرجت العمل المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، مقدمة رؤية بصرية ركزت على تنوع المجتمع الإماراتي بتكويناته الثقافية المتعددة

رسائل بيئية في عام الاستدامة 2023

تماشيًا مع توجهات «عام الاستدامة» 2023 ومع استضافة مؤتمر «كوب 28»، اتجهت احتفالات عيد الاتحاد إلى تبني رسائل بيئية واضحة، سواء عبر العروض الفنية المرتبطة بالطبيعة أو من خلال خفض البصمة الكربونية بالاعتماد على عروض الضوء والطائرات بدون طيار بدلاً من الألعاب النارية في بعض المواقع.

وشهد عيد الاتحاد الـ53 مجموعة واسعة من الإنتاجات الفنية الكبرى، أبرزها الأوبريت الملحمي «هوى إماراتي» في القرية العالمية بدبي، بمشاركة 40 فنانًا، إضافة إلى حفلات ضخمة في «دبي كوكا كولا أرينا» جمعت نجوماً من الخليج مثل حسين الجسمي وعيضة المنهالي ونبيل شعيل وعايض وعبدالعزيز الضويحي، وتميزت هذه الجلسات بتعاونات غنائية عفوية عكست روح الترابط الخليجي.

الإمارات تستعد لعيد الاتحاد الـ54 تحت شعار «متحدين»

هذا العام أعلنت دولة الإمارات اكتمال استعداداتها لاحتفالات عيد الاتحاد الـ54، والتي ستنطلق من الأول وحتى الثالث من ديسمبر تحت شعار «متحدين»، في تعبير واضح عن قوة التماسك المجتمعي وصلابة الروابط الوطنية.

تشهد دبي برنامجًا احتفاليًا متعدد المواقع، أبرزها مسيرة عيد الاتحاد في «سيتي ووك»، وحفل الفنانة بلقيس في «دبي فستيفال سيتي»، إلى جانب عروض الألعاب النارية التي ستضيء معالم بارزة تشمل برج خليفة والقرية العالمية وعددًا من الوجهات الكبرى.

وفي الشارقة يستعد مدرج خورفكان لحفل يجمع النجم حسين الجسمي والفنان فؤاد عبدالواحد، بينما تحتضن أبوظبي فعاليات رسمية وتراثية واسعة في كورنيش العاصمة ومهرجان الشيخ زايد، لتقدم الإمارات مشهداً وطنياً واسعًا يعبر عن روح الاتحاد وتماسك المجتمع.