ألقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث عبّر عن إدانته الشديدة لما تعرض له الفلسطينيون من حرب إبادة خلال العامين الماضيين، مؤكداً أن ما حدث لم يكن مجرد اعتداء عابر، بل كان محاولة ممنهجة لمحو مجتمع كامل وهدم أي آمال لإقامة الدولة الفلسطينية، وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أظهر وجهه الحقيقي خلال هذه الفترة، حيث سقطت الأقنعة وظهرت الوحشية في القتل والتدمير، مما أدى إلى فقدان الأطفال لحياتهم واستقرارهم، ليتحولوا إلى جيل يعيش بين الأنقاض، في حين استمر صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، وسط عزلة دولية متزايدة لإسرائيل.
ما هو اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؟
أكد أبو الغيط أن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة رمزية بل هو فرصة لتجديد الالتزام الدولي بعدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في نضالهم المشروع، وأشار إلى التصعيد الكبير الذي شهدته الضفة الغربية في العامين الماضيين، من توسع استيطاني وهدم مخيمات وتهجير آلاف الفلسطينيين، بالإضافة إلى الارتفاع الملحوظ في عمليات القتل والهجمات من المستوطنين، واعتقال عشرات الآلاف، ورغم كل هذه المحن، أكد أن مشروع الدولة الفلسطينية لم يمت، حيث وصل الاعتراف الدولي بفلسطين إلى 157 دولة، بما في ذلك دول كانت لها أدوار سلبية في تاريخ القضية، مما يدل على أن الاتجاه التاريخي يسير نحو الدولة الفلسطينية وليس نحو استمرار الاحتلال.
ما هو إعلان نيويورك؟
تحدث أبو الغيط عن “إعلان نيويورك” الصادر في سبتمبر 2025، الذي وضع مساراً واضحاً لتجسيد الدولة الفلسطينية، وكذلك خطة ترامب ذات العشرين نقطة التي ساهمت فيها جهود وسطاء من مصر وقطر وتركيا لتحقيق وقف إطلاق النار، وصولاً إلى قرار مجلس الأمن 2803 الذي منح الخطة شرعية دولية وأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة في غزة.
ماذا يمثل القرار الأممي؟
أكد أبو الغيط أن تنفيذ القرار الأممي يشكل بداية مرحلة حاسمة، تتطلب العمل نحو انسحاب إسرائيلي كامل، وإدخال المساعدات بلا عوائق، والانطلاق في عملية الإعمار لدعم صمود الفلسطينيين وإحباط مخططات التهجير، مشدداً على أن غزة والضفة معاً هما إقليم الدولة الفلسطينية الواحدة، وأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وأشار إلى أن المشروع الوطني الفلسطيني يستند إلى دعم عربي قوي وإسناد دولي واسع، وأن الاحتلال مهما زاد بطشه سيكون إلى زوال، حيث ستقوم الدولة الفلسطينية لأنها الحل الوحيد المتوافق عليه عالمياً لإنهاء الصراع وتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.


تعليقات