هل هنتقابل بكرة يا سودان وأنت بخير

هل هنتقابل بكرة يا سودان وأنت بخير

في يوم جميل من أيام السودان، انطلقت أغنية خالدة من قلب شاعر عاشق، الهادي آدم، الذي كتب كلماته بحب عميق لامرأة ووطنه، وغنتها أم كلثوم بصوت لا يُنسى، لتصبح رمزاً للحب والانتظار، في زمن كان فيه السودان منارة للفن والأدب، حيث كان الشعراء يتبادلون القصائد على ضفاف النيل، لكن للأسف، جاءت لعنة فكر “الكيزان” لتلوث تلك الأرض الطيبة، وتحولها من بلد الجمال إلى مسرح للتطرف، ومع ذلك، يبقى الأمل حياً في قلوب أبناء السودان الذين لا يزالون يتذكرون كلمات الهادي آدم ويترقبون عودة الوطن إلى حالته المشرقة، فالأمل موجود دائماً في كل بيت سوداني، وننتظر الغد المشرق كما انتظرته أم كلثوم، ونردد في قلوبنا: “أغداً ألقاك يا سودان بخير”.

أغنية خالدة من قلب شاعر عاشق

في يوم من الأيام الجميلة في السودان، وُلِدت أغنية خالدة من قلب شاعر عاشق يُدعى الهادي آدم، أحب امرأة وأحب وطنه، فكتب كلماته بدم قلبه قبل أن يكتبها بالحبر، وغنتها أم كلثوم بصوتها الذي لا يُنسى: “أغداً ألقاك؟”

نشيد للحب والانتظار

تحولت القصيدة إلى نشيد للحب والانتظار، ورمز لزمن كانت فيه السودان تنبض بالحياة، فناً وأدباً وجمالاً.

السودان مدرسة في الأدب والفكر

كان السودان في تلك الفترة مدرسةً في الأدب والفكر، ومنارةً في العلم والتسامح، في الخرطوم كان الشعراء يلتقون على ضفاف النيل يتبادلون القصائد كما يتبادل العشاق الورد، وكانت الإذاعة السودانية تُخرج من بين أنغامها أصواتاً كالعسل، تفيض بالعروبة والوجدان، كان السودان يُعلم العرب معنى البساطة الممزوجة بالكرامة، والطيبة المرتبطة بالعزة.

لعنة الفكر المتشدد

لكن حلت لعنة سوداء على تلك الأرض الطيبة، فاختطفها فكر "الكيزان" جماعة الإخوان المسلمين الذين لوّثوا نقاءها، وبدّلوا وجهها المشرق إلى ملامح من وجعٍ وتشدّد، صار بلد الشعر والغناء مسرحاً للتطرف، وملاذاً للإرهاب، وموطناً للقاعدة والتنظيمات المتوحشة التي هربت من كل الأصقاع لتجد في الخرطوم ملاذاً، وفي الفكر الإخواني تبريراً.

انكسار الفن والمثقفين

ذبل الفن، خفت صوت المثقفين، وهاجر العلماء والمبدعون، انكسر السودان الذي كان يصدّر الجمال إلى العرب، وصار يصدّر مآسيه إلى نشرات الأخبار.

الأمل لا يموت

ومع ذلك، يبقى الأمل حياً، فالشعوب الأصيلة لا تموت، وإن مرت بعصور من العتمة، في كل بيت سوداني ما زال هناك من يحفظ شعر الهادي آدم، ومن يسمع أم كلثوم بصوتٍ خافت، ومن يردد في قلبه: “أغداً ألقاك يا سودان بخير؟”

العودة إلى الجمال

نعم، سنلقاك بخير، لأن السودان الحقيقي ما زال يعيش في ذاكرة أبنائه، وفي أرواح العرب الذين أحبوه، سيعود السودان حين يُكسر قيد الأيديولوجيا، ويُفتح الباب من جديدٍ أمام الفن والحرية والعلم، سيعود كما كان، بل أجمل، لأن الشعوب التي تغنّت يوماً بالحب قادرة على أن تبعث نفسها من رماد الكراهية.

انتظار الغد

حتى ذلك الحين، سنظل ننتظر الغد كما انتظرته أم كلثوم على المسرح، وكما حلم به شاعرٌ سوداني ذات مساء، وهو يكتب للوطن والمرأة والحياة: “أغداً ألقاك؟”

نعم يا سودان… سنلقاك بخير.

Google News تابعوا آخر أخبار إقرأ نيوز عبر Google News
واتساب اشترك في قناة إقرأ نيوز على واتساب
تيليجرام انضم لقناة إقرأ نيوزعلى تيليجرام