تصدّر نصري عصفورة، مرشح الحزب اليميني لرئاسة هندوراس، نتائج الانتخابات الأولية التي جرت مؤخرًا، حيث حصل على تأييد 40.6% من الأصوات بعد فرز نحو 34.25% منها، متقدمًا بفارق ضئيل على منافسيه، مما قد يغير وجه السياسة في البلاد بعد سنوات من الحكم اليساري. المنافسة كانت محتدمة بين عصفورة، الذي يسعى لاستعادة منصبه بعد خسارته أمام الرئيسة الحالية، وبين المحامية ريشي مونكادا ومقدم التلفزيون سلفادور نصر الله. ومع دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لعصفورة، برزت مخاوف من تداعيات التدخل الخارجي في العملية الانتخابية، مما زاد من حدة الانقسامات السياسية في هندوراس.
تحديثات الانتخابات في هندوراس.
تصدّر نصري عصفورة، مرشح الحزب اليميني لرئاسة هندوراس، الذي حصل على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل الانتخابات بأيام، نتائج فرز الأصوات يوم الأحد.
فوفقًا للنتائج الأولية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية، حصل عصفورة على تأييد 40.6% من الناخبين بعد فرز 34.25% من الأصوات، ويتقدم نصري عصفورة (67 عامًا)، رئيس بلدية تيغوسيغالبا السابق، بفارق 1.8 نقطة فقط عن المرشح اليميني الآخر، مقدم البرامج التلفزيوني سلفادور نصر الله، وبفارق 21 نقطة عن مرشحة الحزب اليساري الحاكم ريشي مونكادا.
إذا استمر هذا الاتجاه في النتائج النهائية، ستصبح هندوراس الدولة التالية في أمريكا اللاتينية التي تتجه نحو اليمين بعد الأرجنتين وبوليفيا بعد سنوات من الحكم اليساري.
منافسة حادة
تشتد المنافسة بين المرشحين الثلاثة الذين يسعون لخلافة الرئيسة اليسارية زيومارا كاسترو، التي تولى زوجها مانويل زيلايا الرئاسة أيضًا قبل أن يُطاح به في انقلاب عام 2009.
ويخوض مرشح ترامب المفضل، نصري (تيتو) عصفورة من الحزب الوطني اليميني، حملته الرئاسية الثانية بعد خسارته أمام كاسترو في عام 2021.
ومن أبرز منافسيه المحامية ريشي مونكادا (60 عامًا) من حزب "ليبري"، ومقدم التلفزيون سلفادور نصر الله (72 عامًا) من الحزب الليبرالي.
وقد أعلن حزب "ليبري" بالفعل أنه لن يعترف بالنتائج الأولية، وسيقبل فقط نتائج الفرز النهائي للأصوات، وهو ما قد يستغرق أيامًا.
وقد رهن ترامب استمرار الدعم الأمريكي لأحد أفقر بلدان أمريكا اللاتينية بفوز عصفورة.
دعم ترامب
كتب الرئيس الأمريكي يوم الجمعة عبر منصة "تروث سوشال"، أنه "إذا لم يفز عصفورة، فلن تستمر الولايات المتحدة في إنفاق الأموال بلا جدوى"، مكررًا تهديدات مشابهة دعمًا لحزب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في الانتخابات النصفية الأخيرة.
ولم يكتف الرئيس الأمريكي بوصف عصفورة بأنه "الصديق الحقيقي الوحيد للحرية"، بل أكد أنه "لا يستطيع العمل" مع مونكادا "والشيوعيين"، وأنه "لا يثق" في سلفادور نصر الله.
انعدام الثقة
وفي خطوة مثيرة، أعلن ترامب يوم الجمعة أنه سيصدر عفواً عن رئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هرنانديز، من الحزب الوطني، المحكوم بالسجن 45 عامًا في الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالاتجار بالكوكايين وغيرها.
ورحّب بعض سكان هندوراس بتدخل ترامب، على أمل أن يسمح ذلك ببقاء مهاجرين هندوراسيين في الولايات المتحدة، بينما رفض آخرون تدخله في العملية الانتخابية.
منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، تم ترحيل نحو 30 ألف مهاجر هندوراسي من الولايات المتحدة، في ضربة قاسية لبلد يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة، حيث شكلت تحويلات المهاجرين نحو 27% من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي.
خيارات مونكادا
تقدم مونكادا الانتخابات على أنها خيار بين "أوليغارشية دبّرت الانقلاب"، في إشارة إلى دعم اليمين لانقلاب 2009 على زيلايا، وبين "الاشتراكية الديمقراطية"، وقد شغلت مونكادا حقائب وزارية في حكومتي زيلايا وكاسترو.
أما نصر الله الذي خدم أيضًا في حكومة كاسترو، فقد انفصل عن الحزب الحاكم واتجه نحو اليمين لاحقًا.
كان عصفورة يعمل في قطاع البناء قبل أن يُنتخب رئيسًا لبلدية العاصمة تيغوسيغالبا لولايتين متتاليتين.
وقد أدت الاتهامات المتبادلة بالتزوير، سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة، إلى تعميق انعدام الثقة وإثارة مخاوف من اضطرابات بعد الاقتراع.


تعليقات