تواجه خطة الرئيس ترامب لنشر قوة دولية في غزة تحديات كبيرة، حيث تتزايد المخاوف من تعرض الجنود لمواقف تتطلب استخدام القوة ضد الفلسطينيين، مما أدى إلى تراجع بعض الدول عن إرسال قواتها. إندونيسيا، على سبيل المثال، كانت قد أعلنت عن استعدادها لإرسال 20 ألف جندي، لكنها تدرس الآن تقليص هذا العدد. كما أن أذربيجان أعادت تقييم موقفها، بينما لم تتخذ أي دولة عربية خطوة ملموسة في هذا الاتجاه. تسعى الدول المشاركة إلى التركيز على مهام إنسانية مثل الصحة والبناء بدلاً من الأدوار القتالية، مما يبرز التعقيدات المرتبطة بتنفيذ هذه الخطة.
تحديات نشر القوة الدولية في غزة
يواجه الاقتراح الخاص بنشر قوة دولية في غزة، والذي يُعتبر جزءًا أساسيًا من خطة الرئيس دونالد ترامب، العديد من الصعوبات، حيث تتزايد الشكوك حول إمكانية تحقيق هذا الأمر.
المخاوف الدولية
تتزايد المخاوف في العواصم العالمية بشأن احتمال وضع الجنود في مواقف قد تجبرهم على استخدام القوة ضد الفلسطينيين، مما أدى إلى تراجع عدة دول عن عروضها بإرسال قوات، وفقًا لتقرير لصحيفة أمريكية.
موقف إندونيسيا
إندونيسيا، التي أعلنت سابقًا عن نيتها إرسال ما يصل إلى 20 ألف جندي لحفظ السلام، تدرس الآن إرسال عدد أقل بكثير، حسبما أفاد مسؤولون في جاكرتا، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المناقشات.
إعادة تقييم أذربيجان
في الوقت نفسه، أذربيجان، التي كان من المتوقع أن ترسل قواتها أيضًا، أعادت تقييم موقفها، بينما لم ترسل أي دولة عربية جنودًا حتى الآن.
الوضع الحالي
قال أحد المسؤولين الإقليميين المطلعين على المناقشات: “قبل شهر، كانت الأمور تبدو أفضل”.
قوة الاستقرار الدولية
تُعتبر قوة الاستقرار الدولية مكونًا رئيسيًا في خطة ترامب، التي تم إقرارها بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 17 نوفمبر الماضي، حيث منح القرار القوة ولاية "نزع السلاح" من قطاع غزة، وتأمين حدوده، وحماية المدنيين وعمليات الإغاثة.
الشكوك حول تنفيذ المهمة
يعمل مسؤولو إدارة ترامب على حشد التزامات القوات، ولكن حتى للدول التي تحرص على كسب ود الإدارة الأمريكية، لا تزال هناك العديد من الشكوك، بما في ذلك كيفية قيام القوة بنزع السلاح من حماس.
صعوبات إضافية
وفقًا للتقرير، قد تكون هذه المهمة صعبة للغاية نظرًا لاستمرار الصراع بين إسرائيل وحماس، حيث تواصل إسرائيل شن غارات جوية رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر الماضي.
تعليقات المسؤولين الإندونيسيين
قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإندونيسية: "يريدون أن تدخل قوة الاستقرار الدولية إلى غزة وتستعيد، كما يقولون، القانون والنظام وتقوم بنزع سلاح أي مقاومة، وهذه هي المشكلة، فلا أحد يريد القيام بذلك".
تفاصيل القوة المقترحة
تصف خطة ترامب قوة الاستقرار الدولية بأنها "حل أمني داخلي طويل الأمد" يجب نشره "على الفور"، لكن قواعد الاشتباك ونطاق الولاية لا تزال قيد الدراسة.
تكوين القوة
قال شخص مطلع على التخطيط الأمريكي، إن الهدف هو أن تتألف قوة الاستقرار من ثلاثة ألوية، أو ربما تصل إلى 15000 جندي، بينما ذكر آخر أن القوة قد تضم ما يصل إلى 20000 جندي.
الترتيبات اللوجستية
بمجرد موافقة الدول على المشاركة، من المتوقع أن يستغرق ترتيب اللوجستيات وتدريب القوات عدة أسابيع على الأقل، والهدف هو نشرها في "أوائل عام 2026"، حسبما أفاد مسؤول أمريكي.
مواقف الدول المشاركة
التحضيرات في إندونيسيا
في جاكرتا، قال مسؤول بوزارة الخارجية، إن الجيش الإندونيسي يستعد لإرسال حوالي 1200 جندي كجزء من نشر أولي، مضيفًا أن الأمر سيستغرق حوالي 6 أشهر حتى يتخذوا مواقعهم.
التردد في قبول المهمة
أضاف المسؤول أن بعض الضباط "مترددون حقًا" في قبول المهمة بسبب مخاوف من الاشتباكات المسلحة مع الفلسطينيين، في حين يؤكد المسؤولون الإندونيسيون أن عناصرهم سيركزون على "الصحة والبناء" بدلاً من القيام بأدوار قتالية.
الدول الأخرى المعنية
إلى جانب إندونيسيا، تعد أذربيجان وباكستان وإيطاليا من بين الدول التي أعربت سابقًا عن استعدادها لإرسال جنود إلى غزة في إطار خطة ترامب، حيث ذكرت وكالة أنباء أن أذربيجان لن ترسل قوات إلا إذا توقف القتال تمامًا.
تقييم الحكومة الإيطالية
قال مسؤول رفيع في الحكومة الإيطالية، إن روما "تقيّم أكثر الطرق فعالية للمساهمة في القوة"، وتسعى للمساعدة في تحديد ولايتها وقواعد الاشتباك، كما أكدت إيطاليا استعدادها لتوسيع نطاق تدريب الشرطة الفلسطينية ودراسة عمليات إزالة الألغام.
حالة الترقب الدولي
بحسب التقرير، لا تزال خطة غزة لفرض وقف دائم للحرب في مراحلها الأولى، وتواجه حالة من الترقب الدولي لخطوات التنفيذ المقبلة.


تعليقات