وول ستريت بتنزل مع انهيار بيتكوين وارتفاع عوائد السندات اللي بيضغط على الأسواق

تراجعت الأسهم الأمريكية يوم الاثنين، مما أثر على الأسواق العالمية بعد تراجع عملة البيتكوين مجددًا، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3% ومؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 225 نقطة. المحللون أشاروا إلى أن تراجع الأسهم جاء وسط تباين ردود الفعل على التطورات الاقتصادية الأخيرة، حيث لا تزال الآمال قائمة في خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة لدعم سوق العمل. في المقابل، ارتفعت عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل، مما جذب المستثمرين بعيدًا عن الأسهم والعملات المشفرة. بيتكوين تراجعت من 125000 دولار إلى أقل من 86000 دولار، مما أثر على شركات مثل Coinbase وRobinhood. بينما سجلت بعض الشركات مثل Synopsys ارتفاعًا بعد استثمار Nvidia، مما يوضح تباين أداء السوق في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

تراجع الأسهم الأمريكية

تراجع مكاسب الأسبوع الماضي

شهدت الأسهم الأمريكية يوم الاثنين تراجعًا عن بعض المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي، بالتزامن مع انخفاض عملة البيتكوين مرة أخرى، وسط تباين ردود فعل الأسواق العالمية تجاه التطورات الاقتصادية الحديثة.

أداء المؤشرات الرئيسية

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3%، وكان على وشك إنهاء سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام، كما فقد مؤشر داو جونز الصناعي 225 نقطة، أي ما يعادل 0.4%، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4% حتى الساعة 11:30 صباحًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة

توقعات المحللين

طبقًا لوكالة أسوشيتد برس، يعزو المحللون الارتفاع الذي شهدته الأسواق الأسبوع الماضي جزئيًا إلى تزايد الآمال في أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة الرئيسي الأسبوع المقبل لدعم سوق العمل المتباطئ، ولا تزال هذه الآمال قائمة، حيث يراهن المتداولون على احتمالية تقارب 88% لخفض سعر الفائدة في الاجتماع القادم، وفق بيانات مجموعة CME.

ارتفاع عوائد السندات

على الرغم من ذلك، ارتفعت عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل، في خطوة تعكس ارتفاعًا عالميًا في العوائد بعد تلميحات من رئيس بنك اليابان بشأن احتمال رفع أسعار الفائدة هناك، وعندما تُدرّ السندات عوائد أعلى، فإنها تجذب المستثمرين بعيدًا عن الأسهم والعملات المشفرة، مما يضغط على أسعار هذه الأصول.

تراجع البيتكوين

في هذا السياق، انخفضت البيتكوين من مستوياتها السابقة حول 125000 دولار أمريكي في أكتوبر إلى أقل من 86000 دولار، مسجلة تراجعًا يقارب 7% عن اليوم السابق، مما أثر بشكل مباشر على أسهم قطاع العملات المشفرة، على سبيل المثال، هبط سهم Coinbase Global بنسبة 5.8%، وتراجع سهم Robinhood Markets بنسبة 5.5%.

خسائر شركة Strategy

كما خسرت شركة Strategy، المعروفة سابقًا باسم MicroStrategy، نحو 10.9%، بعد جمعها 1.44 مليار دولار نقدًا بدلًا من البيتكوين عبر بيع الأسهم لسداد أرباح الأسهم الممتازة والفوائد على الديون المستحقة.

مكاسب Synopsys

على الجانب الإيجابي، سجلت Synopsys ارتفاعًا بنسبة 3.5%، عقب إعلانها عن استثمار شركة Nvidia ملياري دولار في أسهمها ضمن شراكة موسعة، وقد تحول سهم Nvidia من خسارة مبكرة إلى مكاسب بنسبة 1.2%، مؤكدًا مكانته كسهم مؤثر في وول ستريت.

تباين ردود الفعل في قطاع التجزئة

وفي قطاع التجزئة، تباينت ردود فعل السوق تجاه موسم تسوق العطلات، رغم توقعات بزيادة الإنفاق، تباينت نتائج الأسهم: ارتفعت أسهم Ross Stores بنسبة 1%، وWilliams Sonoma بنسبة 1.4%، بينما انخفضت أسهم Best Buy بنسبة 1.4%

تباين المؤشرات العالمية

على الصعيد العالمي، تباينت المؤشرات، حيث انخفض مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 0.2% متأثرًا بخسارة إيرباص 5.7%، وأعلنت الشركة الأوروبية العملاقة للطيران عن تحديث معظم أسطولها المكون من 6000 طائرة ركاب من طراز A320 بعد خلل برمجي أثر على أنظمة التحكم، مما تسبب باضطرابات طفيفة للركاب خلال عطلة نهاية الأسبوع.

المخاوف في اليابان

في اليابان، انخفض مؤشر نيكاي 225 بنسبة 1.9% مع المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة، حيث ظل سعر الفائدة القياسي قريبًا من الصفر لسنوات لإعادة إنعاش الاقتصاد، بينما يرتفع التضخم حاليًا فوق الهدف البالغ 2% لبنك اليابان.

سوق السندات

في سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.09% مقابل 4.02% يوم الجمعة، قبل أن يتباطأ صعوده مؤقتًا بعد صدور تقرير عن انكماش نشاط الشركات المصنعة الأمريكية بنسبة أكبر من التوقعات، مما قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من المرونة لخفض الفائدة.

ضغوط على قطاع التصنيع

وتتعرض الوظائف في قطاع التصنيع لضغوط، حيث أشار معظم المشاركين في استطلاع معهد إدارة التوريدات إلى أن الأولوية الآن هي إدارة القوى العاملة بدل التوظيف، مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية على سلاسل التوريد، كما وصف أحد المصنعين الوضع بالقول: "الظروف أكثر صعوبة مما كانت عليه خلال جائحة كورونا من حيث عدم اليقين بسلسلة التوريد"