في مناسبة عيد الاتحاد، نستعيد معاني النهضة التي شهدتها الإمارات بفضل رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، القائد الذي قاد البلاد نحو الاستقرار والازدهار، فشخصيته القيادية الفريدة تعكس التوازن بين الأصالة والانفتاح، مما جعل الإمارات نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، ومع الاحتفال بالذكرى الرابعة والخمسين، نتذكر كيف ساهم في تعزيز الأمن العربي وبناء علاقات استراتيجية مع الدول، مما يعكس التزامه برفاهية الوطن والأجيال القادمة، فهذه الذكرى ليست مجرد تاريخ، بل تجسيد لرؤية طموحة وقيادة حكيمة.
عيد الاتحاد: ذكرى تعكس النهضة الإماراتية
أهمية ذكرى الثاني من ديسمبر
تعتبر ذكرى الثاني من ديسمبر ليست مجرد تاريخ عابر، بل هي مناسبة نستعيد فيها قيم النهضة التي غيرت مسار حياتنا ورفعت راية الوطن عاليًا، فهذه الرحلة قامت على أسس الخير والثوابت، وشقت طريقها نحو الاستقرار والازدهار.
انطباعات شخصية عن الشيخ محمد بن زايد
في هذا العام، ومع احتفالنا بالذكرى الرابعة والخمسين للاتحاد، أرى أنه من المناسب أن أشارك بعض الانطباعات الشخصية عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فهو قائد يستحق العديد من التحليلات المعمقة حول سيرته الغنية ورؤيته الطموحة، ولعل كتاب أخي الدكتور جمال سند السويدي حول سيرة الشيخ محمد بن زايد يعد مرجعًا مهمًا في هذا السياق.
جيل الشيخ محمد بن زايد
نحن من جيل الشيخ محمد بن زايد، جيل شهد الصعوبات قبل الاتحاد، وعايش التحديات الأولى للدولة الناشئة، وشارك في نهضتها وفي تثبيت مكانتها الإقليمية والدولية بعد سنوات التأسيس المليئة بالطموحات والمخاطر.
أول لقاء مع سموه
تعرفتُ على سموه للمرة الأولى في عام 1979 عبر أخي الأكبر سمير محمد قرقاش، والذي كان ضابطًا في القوات المسلحة، وقد نقل لي تقديره الكبير لمهنية الضابط الشاب وحكمته الوطنية، ورغم أن اللقاءات كانت نادرة، إلا أن تأثير الشيخ محمد بن زايد كان واضحًا من خلال نشاطه العسكري والسياسي، فقد كان من الواضح أنه يحمل صفات والده، رحمه الله.
العلاقات مع القادة
علاقة سموه بالشيخ خليفة بن زايد
في تلك المرحلة، كانت علاقة سموه بالشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراه، علاقة قائمة على الاحترام والثقة، فقد كانت تجسد علاقة الأخ الأصغر بأخيه الأكبر، وكان مستشاره الموثوق.
علاقة سموه بالشيخ محمد بن راشد
كما تعززت علاقته بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، مما أضاف بُعدًا إنسانيًا ووطنياً لتجربته السياسية.
مسيرة الشيخ محمد بن زايد
بداية المسيرة القيادية
بينما كنت مشغولاً بالدراسات العليا، كان الشيخ محمد بن زايد يتقدم بخطى ثابتة في مجاله القيادي، ليصبح أحد أبرز الشخصيات حول الشيخ زايد في أصعب اللحظات، فقد ساهمت الأحداث المتلاحقة في المنطقة في تسريع بروز شخصيته القيادية.
دور سموه في التضامن الخليجي
ومع الغزو العراقي للكويت، أدرك الشيخ محمد بن زايد أهمية التضامن الخليجي، وشارك بفاعلية في عمليات التحرير، مما رسخ لديه قناعة راسخة بأن الإمارات ستظل دائمًا مع أشقائها.
تحديث القوات المسلحة
وهكذا بدأ مشروعه الكبير لتحديث القوات المسلحة الإماراتية، فقد أسس جيشًا محترفًا يعكس قيادته ومعرفته بالتفاصيل العسكرية.
التجارب السياسية والأمنية
أحداث 11 سبتمبر
تشكّل أحداث 11 سبتمبر محطة مهمة في تفكير سموه، حيث أدرك من خلالها خطورة التطرف والتكفير على ديننا الحنيف، وعمل على تحقيق توازن بين الأصالة والانفتاح.
الربيع العربي
لم تكن أحداث الربيع العربي بعيدة عن تلك التجارب، حيث كان الشيخ محمد بن زايد أحد أعمدة الاستقرار في المنطقة، وظل ثابتًا في رؤيته.
دور الإمارات في القضايا الإقليمية
دعم مصر والسعودية
خلال عملي في وزارة الخارجية، شهدتُ مواقف سموه الثابتة تجاه مصر والسعودية، حيث كان يؤمن بأن أمن المنطقة كل لا يتجزأ، لذا كان قرار دعم السعودية في حرب اليمن بديهيًا بالنسبة له.
دور الإمارات في الأزمة الفلسطينية
وفي ظل الأحداث الأخيرة مع حماس، لعب سموه دورًا رئيسيًا في الجهود الإنسانية والسياسية، وكانت أولويته وقف الحرب وتقديم المساعدات.
النهج الإنساني للشيخ محمد بن زايد
دعم الصحة ومكافحة الأوبئة
خلال جائحة كوفيد، كانت الإمارات تحت قيادته من أوائل الدول التي قدمت المساعدات، حيث أطلق مبادرات رائدة لدعم الصحة العالمية.
الاستقلال الاستراتيجي
اليوم، يشكل الاستقلال الاستراتيجي جزءًا أساسيًا من رؤية سموه لعلاقات الإمارات الإقليمية والدولية، فبناء جسور التعاون مع الدول الأخرى يعد ضرورة.
رؤية مستقبلية
بعد توليه رئاسة الدولة في 2022، استمرت الإمارات في صعودها الاستثنائي، حيث نعيش نهضة جديدة تتماشى مع رؤيته لتعزيز تنافسية الدولة.
شخصية الشيخ محمد بن زايد
محمد بن زايد شخصية قيادية فريدة، يجمع بين الأصالة والتجربة، فهو متواضع وكريم، ويحرص على رفاهية الإمارات لأجيالها القادمة.
خاتمة
إن كتابة مقال عن الشيخ محمد بن زايد لا تكفي، ولكن في هذه المناسبة الوطنية، أرى أن هذه السطور تعكس حقًا قائدًا استثنائيًا قاد الإمارات نحو آفاق جديدة، ولا يزال يرسم مسارًا يليق بماضيها ومستقبلها.
نقلا عن إقرأ نيوز.


تعليقات