نظرة قريبة إلى صعود رياضة كرة القدم النسائية في مصر، من الدوري والمنتخب إلى دور الأندية والعائلات في دعم الفتيات. وكيف تغيرت النظرة لهذه الرياضة.
كرة القدم النسائية في مصر: صعود جديد وتغيير النظرة
كرة القدم في مصر لم تعد حكرًا على الرجال. اليوم نرى فتيات في الملاعب، في صور الاحتفال، وفي عناوين الأخبار. في هذا المقال سنمشي معًا في رحلة بسيطة: كيف بدأت القصة، كيف تطور الدوري، أين وصل المنتخب، ولماذا بدأت نظرة الناس تتغير. ستجد أيضًا إشارات لدور الأندية، والعائلة، والمدرسة، وما الذي نحتاجه فعلًا في السنوات القادمة.
بعض محبي كرة القدم يتابعون أيضًا تحليلات ومراجعات للرهانات الرياضية، ويطالعون منصات متخصصة تقيّم العروض المختلفة مثل منصة MightyTips التي تقدّم مراجعات لأفضل مواقع الرهان في مصر، ومن بين تلك المراجعات ستجد مراجعة لموقع مراهنات فودافون كاش. لكن حكايتنا هنا عن شيء أبسط: عن فتاة تمسك الكرة، وتقرّر أن مكانها الطبيعي هو داخل الملعب لا خارجه.
الكاتبة الخبيرة هبة مندور من الأسماء القليلة التي تابعت هذه الرحلة من الداخل. تكتب عن تجارب اللاعبات، وتقرأ الأرقام، وتربط كل ذلك بالسؤال الأكبر: كيف نواصل تطوير الرياضة النسائية في بلد يحب كرة القدم بهذا الشكل؟ وجود صوت خبير مثلها يساعدنا أن نرى الصورة بوضوح أكبر.
كما يقول الشاعر حافظ إبراهيم: «الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتَها أعددتَ شعبًا طيّبَ الأعراقِ.» اليوم هذا النصف يضع قدميه على العشب الأخضر أيضًا.
من البدايات المتواضعة إلى دوري منظم
خطوات أولى في الظل
البدايات لم تكن سهلة. لسنوات طويلة ظهرت محاولات متفرقة لتكوين فرق نسائية، لكن عدد الأندية كان محدودًا، والدعم الإعلامي شبه غائب. كثير من العائلات كانت تتردد في السماح لبناتها بممارسة كرة القدم، خاصة في المدن الصغيرة.
مع الوقت بدأ المشهد يتغيّر. اتحاد الكرة أطلق بطولة رسمية للسيدات في أواخر التسعينيات، ثم تطور الأمر إلى ما نعرفه اليوم باسم الدوري المصري الممتاز للسيدات، وهو الدرجة الأولى لكرة القدم النسائية في مصر، ويضم حاليًا عدة أندية تتنافس على اللقب كل موسم.
وادي دجلة، مسار، وأسماء تحوّلت إلى علامات
لفترة طويلة سيطر نادي وادي دجلة على البطولة، وحقق عددًا كبيرًا من الألقاب المتتالية، حتى أصبح اسمه مرادفًا لكرة القدم النسائية المنظمة.
في المواسم الأخيرة ظهر نادي مسار كبطل جديد للدوري، مع دخول أندية كبرى مثل الأهلي والزمالك إلى اللعبة، ما رفع مستوى المنافسة، وزاد من الاهتمام الإعلامي والجماهيري.
هذا التطور لم يحدث في يوم واحد. كما قال نيلسون مانديلا في جملة تتكرر كثيرًا في سياق الرياضة:
«الرياضة تملك القدرة على تغيير العالم، فهي توحّد الناس بطريقة لا يستطيع أي شيء آخر أن يفعلها.»
ملامح أساسية في طريق الدوري
يمكن تلخيص ما حدث في نقاط بسيطة تساعدنا على فهم الصورة:
- وجود بطولة رسمية منتظمة جعل الأندية تأخذ الفرق النسائية بجدية أكبر.
- ظهور أندية قوية ومستقرة شجّع فتيات كثيرات على الاستمرار، وعدم التوقف بعد المدرسة.
- زيادة التغطية الإعلامية، خاصة عبر المنصات الرقمية، قرّبت الجمهور من اللاعبات ومن نتائج المباريات.
كل خطوة من هذه الخطوات فتحت بابًا جديدًا أمام الجيل القادم.
منتخب مصر للسيدات: «الكليوباترا» على الخريطة
من ظهور خجول إلى حضور واضح
منتخب مصر للسيدات يمثل الواجهة الدولية للكرة النسائية المصرية. الفريق يحمل لقب «الكليوباترا»، ويلعب تحت مظلة اتحاد الكرة، ويشارك في البطولات الأفريقية والعربية.
المنتخب شارك في كأس الأمم الأفريقية للسيدات أكثر من مرة، أبرزها نسختا 1998 و2016، وحقق فوزًا مهمًا في نسخة 2016 على زيمبابوي، رغم الخروج من دور المجموعات. في التصفيات الأخيرة تأهل الفريق لنهائيات 2026، ليعود من جديد للبطولة القارية، في خطوة مهمة على مستوى الثقة والخبرة.
لقب «الكليوباترا» ورسالة الجيل الجديد
اسم «الكليوباترا» ليس مجرد لقب جميل. هو إشارة لتاريخ مصري طويل لنساء قويات، وحضور نسائي في القيادة منذ عصور قديمة. عندما ترتدي لاعبة القميص وتحمل هذا الاسم، تشعر أنها امتداد لخط طويل من القوة والمسؤولية.
كما تقول أسطورة التنس بيلي جين كينج: «الرياضة تمنح النساء صوتًا، وعندما نلعب نثبت أننا نستحق نفس المساحة ونفس الاحترام.»
هذه الفكرة مهمة. المنتخب لا يلعب فقط من أجل نتيجة، بل من أجل صورة جديدة في عيون الجمهور، وخاصة البنات الصغيرات اللواتي يشاهدن المباريات في البيوت.
المجتمع، الأندية، وتغيير النظرة
كيف يمكن أن تدعم الأندية هذا التغيير؟
هنا بعض الأفكار العملية التي يمكن أن تطبقها الأندية بسهولة نسبيًا:
- إنشاء فرق للفتيات تحت 13 و15 سنة، حتى تبدأ الموهبة مبكرًا.
- توفير تجهيزات مناسبة، وغرف ملابس آمنة ومحترمة، وشعور عام بالترحيب.
- إعطاء مساحة إعلامية لنتائج الفرق النسائية، مثل نشر الأخبار والصور على صفحات النادي.
- تنظيم مباريات ودية مفتوحة للجمهور، حتى يعتاد المشجعون رؤية كرة القدم النسائية كجزء طبيعي من نشاط النادي.
عندما تتحرك الأندية بهذا الشكل، تصبح الطريق أمام اللاعبات أوضح، ويصبح حلم الاحتراف أكثر واقعية. كما يقول مايكل جوردن: «الموهبة قد تفوز بمباراة واحدة، لكن العمل الجماعي والذكاء هما ما يفوزان بالبطولات.»
خاتمة: المستقبل يقترب من المرمى
خطوات صغيرة، لكنها متتابعة
الصورة اليوم ليست مثالية، لكنها أفضل بكثير مما كانت عليه قبل سنوات قليلة. لدينا دوري منظم، ومنتخب يحمل اسمًا قويًا، وأندية كبيرة دخلت إلى الساحة، وأصوات إعلامية مثل هبة مندور تكتب وتحلل وتدافع عن حق الفتيات في اللعب.
لو استمر العمل على توسيع قاعدة الناشئات، وتحسين ظروف الأندية الصغيرة، ومواصلة المشاركة القارية، يمكن أن نرى خلال سنوات لاعبات مصريات محترفات في دوريات خارجية، ومنتخبًا ينافس بجدية على ألقاب أفريقية. هذه ليست أماني بعيدة، بل نتيجة طبيعية لمسار بدأ بالفعل.
في النهاية تبقى الرسالة بسيطة: كرة القدم ليست ذكرًا أو أنثى. هي لعبة تعطي من يحبها مساحة للتعبير عن نفسه. وكلما رأينا فتاة تركض بالكرة في ملعب مدرستها أو ناديها، نعرف أن المستقبل يقترب خطوة جديدة من المرمى.


تعليقات