زي النهاردة في 10 سبتمبر 1949 فقدت السينما المصرية واحداً من أبرز مخرجيها وممثليها وهو أحمد سالم الذي ترك بصمة واضحة في عالم الفن من خلال أعماله المميزة التي تجمع بين الإبداع والموهبة حيث ساهم في تشكيل معالم السينما المصرية في تلك الفترة ورغم رحيله إلا أن أعماله لا تزال حاضرة في قلوب محبيه وعشاق الفن السابع مما يجعله واحداً من الأسماء التي لن تُنسى في تاريخ السينما العربية إذ تميز أحمد سالم برؤيته الفنية الفريدة وقدرته على تجسيد المشاعر الإنسانية في أفلامه التي عكست قضايا المجتمع وتطلعاته مما جعله رمزاً من رموز الإبداع في تلك الحقبة الزمنية المليئة بالتحديات والإنجازات الفنية.

أحمد سالم: طيار ومبدع في عالم الفن

يُعتبر أحمد سالم واحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ الفن المصري، حيث بدأ حياته كطيار قبل أن يتجه إلى مجالات الإذاعة والتمثيل والإخراج، وُلد في 20 فبراير 1910 في أبوكبير بمحافظة الشرقية، ينتمي إلى عائلة برجوازية، سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، إلا أنه اكتشف شغفه بالطيران، وعاد إلى مصر عام 1931، ليصبح واحدًا من رواد الطيران في البلاد، وفي عام 1932، انطلق في عالم الإذاعة كمذيع، ليكون من أوائل المذيعين في الإذاعة المصرية، حيث تولى لاحقًا منصب مدير القسم العربي.

تأسيس استوديو مصر وإنتاج الأفلام

ساهم أحمد سالم بشكل كبير في تأسيس استوديو مصر، حيث قام باستقدام خبراء وفنيين من الخارج، بالإضافة إلى الاستعانة بفنانين مصريين مثل أحمد بدرخان ونيازي مصطفى، ومن أبرز الأعمال التي أشرف على إنتاجها أفلام “وداد” عام 1936، و”الحل الأخير” عام 1937، و”سلامة في خير” عام 1937، وفيلم “لاشين” عام 1939، الذي أثار أزمة سياسية بسبب تصويره لمجاعة وثورة شعب، مما أدى إلى استقالته من استوديو مصر عام 1938، لكنه لم يتوقف عن العمل في السينما، حيث قام بإنتاج أفلامه الخاصة.

عودة أحمد سالم إلى السينما والتأثير الفني

بعد انقطاعه عن الإخراج والإنتاج بسبب الحرب العالمية الثانية، عاد أحمد سالم إلى الساحة الفنية، حيث لعب دور البطولة في فيلم “دنيا” أمام راقية إبراهيم، كما أخرج فيلم “الماضي المجهول” و”رجل المستقبل”، وقدم مجموعة من الأفلام الغنائية مثل “ابن عنتر” و”حياة حائرة” و”المستقبل المجهول”، وفي عام 1947، عاد للتمثيل في فيلم “المنتقم” لصلاح أبو سيف، الذي استند إلى رواية “الكونت دي مونت كريستو” لألكسندر دوماس، وفي عام 1949، أخرج فيلم “دموع الفرح”، الذي استكمله المخرج فطين عبد الوهاب بعد وفاته في 10 سبتمبر 1949، وقد ترك أحمد سالم بصمة واضحة في عالم السينما المصرية، حيث قدم العديد من الفنانين المهمين مثل كاميليا.