
في مثل هذا اليوم من عام 2003 شهد العالم حدثًا مأساويًا وهو اغتيال وزيرة الخارجية السويدية أناليند التي كانت تُعتبر رمزًا للسلام والتسامح في السياسة الدولية وقد أثار هذا الحادث صدمة كبيرة في السويد وخارجها حيث كانت أناليند تُعرف بمواقفها القوية تجاه حقوق الإنسان وقضايا البيئة وقد تركت هذه الحادثة أثرًا عميقًا على الساحة السياسية العالمية وأعادت تسليط الضوء على المخاطر التي تواجه الشخصيات العامة في مختلف الدول مما دفع الكثيرين للتفكير في أهمية حماية القادة الذين يسعون لتحقيق السلام والاستقرار في العالم.
حياة وزيرة الخارجية السويدية أنا ماريا ليند
ولدت وزيرة الخارجية السويدية، أنا ماريا ليند، في عام 1957، وكانت أول سياسية في عائلتها، حيث بدأت مسيرتها السياسية منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها، وقد تميزت بقدرتها على القيادة، حيث انتُخبت رئيسة للجنة الطلابية في مدرستها، وبعد عام واحد، انضمت إلى قيادة الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية، وشاركت في مظاهرات الحزب الاشتراكي ضد الحرب الأمريكية على فيتنام في عام 1969، وبعد تخرجها في كلية الحقوق عام 1982، دخلت البرلمان السويدي كأصغر عضو فيه، حيث كانت تبلغ من العمر 22 عامًا فقط، وفي عام 1984، ترأست اتحاد الشبيبة الاشتراكية، واشتهرت بدفاعها القوي عن البيئة ومناهضتها للشركات التي تضر بها.
مواقفها الجريئة وتأثيرها السياسي
في عام 1994، تم تعيينها وزيرة للبيئة، وفي عام 1998، تولت وزارة الخارجية، وقد تميزت مواقفها الجريئة، حيث انتقدت بشدة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأعلنت عزمها على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في السويد، وطرحت تساؤلات عميقة حول القيم الإنسانية، مثل: كيف يمكننا الاحتجاج على قتل الدب الأبيض في القطب الشمالي لصناعة الفراء، بينما لا نحرك ساكناً أمام قتل الدبابات الإسرائيلية لعائلة فلسطينية بأكملها؟ هذه المواقف الجريئة جعلت منها شخصية محورية في السياسة الأوروبية.
اغتيالها وتأثيره على المجتمع السويدي
في 10 سبتمبر 2003، تعرضت أنا ماريا ليند لاعتداء مروع أثناء تسوقها في متجر "نورديسكا كومبانيات" في وسط استوكهولم، حيث قام ميخائيل ميجائيلوفيتش، السويدي من أصل صربي، بطعنها عدة طعنات أدت إلى وفاتها بعد يوم واحد، وأعاد هذا الحادث إلى الأذهان حادث اغتيال أولف بالم في عام 1986، وقد كان لمقتلها تأثير عميق على الأوساط السياسية الأوروبية، حيث أقام مسلمو السويد أكبر تأبين إسلامي لامرأة غير مسلمة، ودعا مجلس الأئمة لتخصيص خطبة الجمعة للحديث عن مناقبها، وأشاد الخطباء بمواقفها ضد العنصرية ودفاعها عن حقوق الإنسان، مما جعل الكثيرين يطالبون بفتح ملف اغتيالها، خاصةً في ظل انتقاداتها المستمرة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، وانتهت القضية بإدانة القاتل وحكم عليه بالمؤبد.