د. مينا بديع عبدالملك يكتب في كتاب مع الفيلسوف عن رحلة فكرية تأخذ القارئ إلى عوالم جديدة من التأمل والتفكير العميق حيث يستعرض فيه أفكار الفلاسفة الكبار وكيف أثرت في مجرى التاريخ والفكر الإنساني كما يتناول قضايا معاصرة تتعلق بالهوية والوجود مما يجعل هذا الكتاب مرجعاً مهماً لكل باحث ومهتم بفلسفة الحياة وعمق الأفكار الإنسانية ويعكس أسلوب د. مينا الفريد في تناول المواضيع المعقدة بلغة بسيطة ومفهومة تجذب القارئ وتدعوه للتفكير في معاني جديدة للحياة والمجتمع.

من هو الدكتور محمد ثابت الفندي؟

الدكتور محمد ثابت الفندي (1908 – 1993) هو شخصية بارزة في عالم الفكر والفلسفة المصرية والعربية، وُلِد في أبوتيج بمحافظة أسيوط، حيث بدأ رحلته التعليمية في بلده، ثم انتقل إلى كلية الآداب في جامعة القاهرة، متأثراً بطه حسين، ليختار قسم الفلسفة بعد تنقله بين عدة أقسام، وتخرج عام 1931. حصل على درجة الماجستير عام 1933، وسافر إلى فرنسا حيث حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الممتازة عام 1945، تخصصت أبحاثه في "الأسس الفلسفية والمنطقية في العلوم الرياضية".

غلاف الكتاب

إسهاماته الأكاديمية والفكرية

بعد عودته إلى مصر، أصبح الفندي من مؤسسي جامعة الإسكندرية وعُين مدرساً فيها، ثم عميداً لكلية الآداب. ساهم في تأسيس كلية الآداب في جامعة بيروت العربية، حيث شغل منصب العميد لمدة ثماني سنوات. كما مثل الحكومة المصرية في منظمة اليونسكو، وشارك في صياغة وثيقة حقوق الإنسان. يعتبر الفندي من رواد حقوق الإنسان في العصر الحديث، حيث نشر العديد من الدراسات التي تناولت الفلسفة الإسلامية والفكر العربي.

محمد ثابت الفندي

مؤلفاته ورؤيته الفلسفية

كتب الدكتور الفندي عدة مؤلفات في مجالات متنوعة مثل "فلسفة الرياضيات" و"أصول المنطق الرياضي" و"فلسفة العلوم التجريبية". يُعتبر كتابه "فيلسوف" من أهم الكتب الفلسفية العربية، حيث يتناول فيه طبيعة الفلسفة وتعريفاتها، ويستعرض قضايا الفلسفة عبر التاريخ. كما يتناول مفهوم "اللافلسفة" ويحلل تأثيرها على الفكر الفلسفي، موضحاً أن هذه التيارات لا تؤدي إلى نتائج بناءة.

تجسد أعمال الفندي إسهاماته الفريدة في الفلسفة العربية، حيث قدم دراسة مستفيضة حول المنطق الرياضي، مما جعله من الأوائل في هذا المجال. إن إيمانه بأن الفيلسوف هو من يدرك حدود العلم والإيمان يعكس عمق تفكيره الفلسفي، ويؤكد على أهمية تجاوز الحدود المعرفية التقليدية.