في واقعة أثارت الكثير من الجدل، تعرضت مجموعة من الفتيات للاحتجاز في مصحة وهمية بالجيزة بحجة علاج الإدمان، حيث تم استخدام أساليب قاسية مثل الضرب والتكتيف لإجبارهن على البقاء، وقد أثبتت التحقيقات أن هذه المصحة لا تتبع أي معايير قانونية أو طبية، مما أدى إلى استنكار واسع من قبل المجتمع وحقوق الإنسان، وتمت المطالبة بفتح تحقيق شامل للكشف عن ملابسات هذه القضية الغامضة، حيث لا تزال الفتيات يعانين من آثار نفسية وجسدية نتيجة هذه التجربة المريرة، وقد أصبح الحديث عن هذه الحادثة دليلاً على أهمية توعية المجتمع حول مخاطر المصحات الوهمية وضرورة تقديم الدعم الحقيقي للمدمنين.
مأساة فاطمة: صرخات تنبئ بخطر عميق داخل مصحات علاج الإدمان
في مساء يوم عادي، توقفت حركة السير فجأة على الطريق الدائري قرب منطقة الوراق بالجيزة، حيث تجمهر المارة تحت مأذنة أحد الجوامع، والعيون معلقة بجسد فتاة عشرينية تدعى فاطمة، التي كانت تكافح للتمسك بالحياة، وفي لحظة دراماتيكية، ألقت بنفسها من الطابق الخامس، وسط صرخات المتواجدين بين الدعاء والرجاء، لتبدأ بذلك قصة مأساوية تكشف عن معاناة فتيات في مصحات علاج الإدمان الغامضة، والتي لا تحمل أي ترخيص رسمي.
أحمد خطاب، صاحب ورشة خردة، كان من بين الشهود الذين عاصروا هذه اللحظة، حيث وصف كيف تفاجأ برؤية فاطمة وهي تتعلق في الهواء، ثم تسقط، بينما حاول بعض الأشخاص تهدئة الوضع بوضع أكياس على الأرض لتخفيف الصدمة. لكن المفاجأة كانت عندما ظهرت سيدة لم يُعرف هويتها، وقالت إنهم مصحة لعلاج الإدمان، مما أثار تساؤلات الحاضرين حول مصداقية هذا الادعاء.
فاطمة، بعد سقوطها، بدأت في سرد تفاصيل مرعبة عن تجربتها في هذه “المصحة”، حيث أكدت أنها تعرضت للاحتجاز والمعاملة السيئة، حيث كانت تُضرب وتُكتف، وتُجبر على تناول الأدوية المنومة، مما جعل الشهود يدركون أن ما يجري هو جزء من مأساة أكبر. جاء رجال الأمن للتحقيق في الأمر، ليتبين أن المصحة تفتقر لأي علامات تدل على طبيعتها، كما أن فاطمة أصيبت بإصابات خطيرة، مما استدعى نقلها إلى المستشفى.
تحقيقات تكشف عن واقع مرير داخل مصحات علاج الإدمان
التحقيقات التي أجرتها الشرطة كشفت أن المصحة لا تحمل أي هوية رسمية، مما يجعلها تبدو ككيان شبح، حيث لم يكن السكان المحيطون على دراية بحقيقة ما يجري داخلها. وقد أشار مصدر مسؤول في صندوق علاج الإدمان إلى أن غياب الرقابة يسمح بانتشار أماكن لا تحمل أي مقومات طبية، مما يؤدي إلى تعرض النزلاء للعنف والإذلال بدلًا من العلاج.
فاطمة، رغم إصاباتها، لم تتوقف عن ترديد كلمات الألم، حيث كانت تشكو من التعذيب الذي تتعرض له، وتطلب من الحاضرين الاتصال بشرطة النجدة. الشهادات المتعددة من الشهود، إلى جانب روايتها، دفعت السلطات إلى تسليط الضوء على قضية الاحتجاز غير القانوني، حيث لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة هوية الفتيات الموجودات داخل المصحة وكيف وصلن إليها.
دعوة للتغيير ومواجهة الفساد في العلاج
هذا الحادث يعكس الحاجة الملحة لتسليط الضوء على معاناة الفتيات في مصحات علاج الإدمان، حيث يتوجب على المجتمع أن يتكاتف لمواجهة الفساد الذي يعصف بهذه الأماكن. يجب أن تكون هناك رقابة صارمة على هذه المصحات، لضمان توفير بيئة آمنة وصحية للعلاج، إذ أن العلاج يجب أن يكون عملية طبية ونفسية تتطلب إشرافًا متخصصًا، وليس مجرد احتجاز وضرب.
لن تتوقف القصة هنا، بل هي دعوة لكل من يهمه الأمر للعمل على تحسين ظروف العلاج، وتوفير الدعم اللازم للضحايا، إذ أن كل فتاة تستحق حياة كريمة وعلاجًا حقيقيًا، بعيدًا عن العنف والإذلال.
التعليقات