تعتبر إيران مصر لاعبًا مؤثرًا دوليًا يتجاوز النظر إليها من منظور تاريخي فقط فالعلاقات بين البلدين تحمل في طياتها أبعادًا استراتيجية تعكس مصالحهما المشتركة في مجالات متعددة مثل الاقتصاد والأمن الإقليمي كما أن التغيرات السياسية في المنطقة تجعل من مصر محورًا رئيسيًا في تحقيق التوازنات الجديدة وهذا ما يدفع إيران إلى إعادة تقييم دورها في المنطقة من خلال تعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات مما يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتنمية المستدامة.

الدور المصري المحوري في الاتفاق النووي الإيراني

أكد الباحث عمرو أحمد، مدير وحدة إيران بالمنتدى الاستراتيجي للفكر، أن مصر لعبت دورًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف التعاون بينهما، حيث أسفرت الوساطة المصرية عن توقيع الاتفاق في القاهرة، مما يعكس أهمية الدبلوماسية المصرية في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

نظرة إيران إلى مصر كطرف فاعل

خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "اليوم" على قناة دي إم سي، أوضح أحمد أن نظرة إيران لمصر تتجاوز الأبعاد التاريخية والحضارية، حيث تعتبرها لاعبًا مؤثرًا وفعالًا على الساحة الدولية والإفريقية، وأشار إلى أن حرص إيران على التقارب مع القاهرة ينبع من تقديرها لسياسة مصر الخارجية المتوازنة وقدرتها على خلق مساحات من التوازن في علاقاتها مع القوى العالمية المختلفة.

ضمانة موثوقة لتحقيق الاستقرار

أوضح أحمد أن إيران كانت بحاجة إلى "ضامن" موثوق لهذا الاتفاق، وهو الدور الذي قامت به مصر بكفاءة، حيث استطاعت مصر، بعلاقاتها الجيدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تضمن وجود اتفاق حقيقي ومرضي للطرفين، وأكد أن مصر ليست طرفًا ذا مصالح مباشرة في الاتفاق النووي، بل تسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ونجحت في احتواء الموقف وجمع الطرفين على طاولة الحوار، مما يجعل الاتفاق الجديد مرضيًا لإيران ويزيل مخاوفها المتعلقة بانعدام الثقة في المؤسسات الدولية، كما يضمن عدم استخدام تقارير الوكالة كذريعة لأي عمل عدائي ضدها.