مدحت نافع يرى أن «السردية الوطنية» تلعب دورًا حيويًا في تعزيز هوية الاقتصاد المصري فهي تعكس القيم والثقافة التي تميز المجتمع المصري كما تسهم في بناء رؤية مشتركة للمستقبل وتعزيز الانتماء الوطني من خلال هذه السردية يمكن تحفيز الاستثمارات وتعزيز الثقة بين المواطنين والدولة مما يضمن استدامة النمو الاقتصادي ويعزز من قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة التحديات العالمية ويعكس هذا التوجه أهمية العمل الجماعي لتحقيق الأهداف التنموية التي تسعى إليها البلاد في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
أهمية السردية الوطنية للاقتصاد المصري
أكد الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، أن صياغة سردية وطنية شاملة للاقتصاد المصري تُعد خطوة حيوية، خاصة في ظل غياب نموذج تنموي محدد يمكن الاقتداء به، مثل التجربة الصينية أو الفيتنامية، بالإضافة إلى عدم وجود هوية اقتصادية واضحة يمكن البناء عليها. هذه السردية تهدف إلى تشكيل إطار موحد يُحدد طبيعة النمو الاقتصادي لمصر خلال السنوات العشر المقبلة، مما يسهل التخطيط والتنفيذ الفعال.
جودة النمو الاقتصادي وأهمية الاستثمار
أوضح نافع خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج «المشهد» المذاع عبر فضائية «TeN»، أن الأهم من معدل النمو هو جودته وطبيعته، حيث يجب أن يُعتمد على الاستثمارات المحلية والأجنبية المباشرة، بدلاً من الاعتماد على الاستهلاك كما كان في السابق. كما تناولت السردية دور الدولة بشكل واضح، حيث تعيد إحياء رؤية مصر 2030، مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات الاقتصادية الحالية.
ضمان استمرارية السردية الوطنية
لفت نافع إلى أن التجارب الدولية، مثل تجربة كوريا الجنوبية التي اعتمدت نموذج التحول التصديري، تُظهر أهمية وجود إطار جامع ومرجعي يمكن استخدامه في صياغة الرؤية متوسطة الأجل، حتى مع تغير الحكومات والقيادات. وأكد أن ضمان استمرارية هذه السردية مرتبط بمدى تبني الشعب لها، دون الحاجة للدخول في تفاصيل تقنية معقدة، مشيرًا إلى أن الرهان الأساسي الآن يتمثل في قدرتها على الاندماج مع المشروعات الاقتصادية والتنموية القائمة، بما يضمن استدامة التقدم وتحقيق أهداف التنمية.