
مقبرة توت عنخ آمون تعد واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية التي غيرت مجرى التاريخ المصري القديم فهي تعكس عظمة الحضارة الفرعونية وتفاصيل الحياة اليومية للملوك في تلك الفترة كما أنها تحتوي على كنوز لا تقدر بثمن وقطع فنية رائعة تكشف عن مهارات الحرفيين القدماء وتاريخهم العريق فزيارة هذه المقبرة تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن لتجسيد عظمة الفراعنة والتقاليد الجنائزية التي اتبعوها مما يجعلها وجهة لا يمكن تفويتها لمحبي التاريخ والثقافة.
مقبرة الملك توت عنخ آمون: كنز الحضارة المصرية القديمة
تُعتبر مقبرة الملك توت عنخ آمون (حوالى 1336-1327 قبل الميلاد) واحدة من أهم المعالم الأثرية في وادي الملوك، حيث تُعد المقبرة الملكية الوحيدة التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبياً، مما يجعلها محط أنظار العالم بأسره. يعود اكتشاف هذه المقبرة إلى العام 1922 على يد العالم البريطاني هوارد كارتر، الذي أحدث ضجة إعلامية واسعة بعد أن وجد كنوزًا مذهلة مثل التحف الذهبية والقطع الفاخرة، مما جعلها أيقونة لمصر ومعلمًا بارزًا في تاريخ الآثار.
تفاصيل اكتشاف المقبرة
عندما بدأ هوارد كارتر حفرياته عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك رمسيس الرابع، لاحظ وجود قبو كبير، واستمر في التنقيب حتى وصل إلى غرفة التابوت الخاصة بتوت عنخ آمون. كانت جدران الغرفة مزينة برسوم رائعة تحكي قصة رحيل الملك إلى عالم الأموات، وعندما رفع كارتر الصندوق الخشبي المزين بالنقوش الذهبية، اكتشف أن هناك طبقات متعددة من التوابيت، بما في ذلك التابوت الذهبي الرئيسي، الذي كان على شكل تمثال للملك الشاب. يُظهر هذا الاكتشاف مدى ثراء وتفرد الحضارة المصرية القديمة.
كنوز وآثار توت عنخ آمون
على الرغم من ثرواتها، تُعتبر مقبرة توت عنخ آمون رقم 62 في وادي الملوك متواضعة من حيث الحجم والتصميم المعماري، حيث تُشير التقديرات إلى أن الملك حكم لمدة 9 سنوات فقط. تم اكتشاف حوالي 5000 قطعة أثرية في المقبرة، بما في ذلك الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والأثاث، مما يعكس نمط الحياة الفاخرة التي عاشها الملك. ومن المثير للاهتمام أن الملك توت عنخ آمون تم محو اسمه من السجلات التاريخية لفترة طويلة بسبب ارتباطه بالملك إخناتون، الذي لم يحظ بشعبية كبيرة.
وفي تصريحات خاصة، أكد الدكتور علي عبد الحليم، مدير المتحف المصري بالتحرير، أن 23 قطعة أثرية من كنوز الملك لا تزال موجودة في المتحف، على أن يتم نقلها قريبًا إلى المتحف المصري الكبير. كما تم استقبال 163 قطعة أثرية في مايو الماضي، ضمن خطة لعرض المجموعة الكاملة للملك الشاب لأول مرة، استعدادًا للافتتاح الرسمي للمتحف في 1 نوفمبر المقبل.
يُعتبر كرسى الاحتفالات الخاص بالملك توت عنخ آمون من أروع نماذج الفن في الدولة الحديثة، حيث يتميز بتطعيمه بالعاج والأبنوس والذهب، ويظهر فيه قرص الشمس تعلوه الإلهة نخبت، مما يعكس الإبداع الفني الذي بلغته الحضارة المصرية القديمة.
التعليقات