في مثل هذا اليوم الحزين 11 سبتمبر 1973 شهدت تشيلي حدثًا تاريخيًا عميق الأثر عندما قاد الجنرال أوغستو بينوشيه انقلابًا عسكريًا ضد حكومة سلفادور الليندى الذي كان أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في البلاد هذا الانقلاب أدى إلى تغييرات جذرية في الحياة السياسية والاجتماعية في تشيلي حيث سادت الفوضى والاضطرابات لفترة طويلة بعد ذلك وأصبح بينوشيه رمزًا للديكتاتورية في أمريكا اللاتينية بينما بقيت ذكرى الليندى حية في قلوب الكثيرين الذين يؤمنون بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية فالحدث يمثل نقطة تحول في تاريخ تشيلي ويعكس صراع الأفكار والقيم في العالم السياسي.

سلفادور الليندي: الزعيم الذي غير مسار تشيلي

في نوفمبر من عام 1970، شهدت تشيلي وصول الزعيم الاشتراكي سلفادور الليندي إلى سدة الرئاسة عبر انتخابات حرة ومباشرة، ومع ذلك لم تكن هذه النتائج مرضية للولايات المتحدة، التي كانت تخشى من تنامي النزعات الاشتراكية في أمريكا اللاتينية، والتي كانت تعارض النظام الرأسمالي، ومع تصاعد هذه المخاوف، اتخذ الليندي سياسات جريئة تهدف إلى دعم الفقراء وتعزيز العدالة الاجتماعية، مما جعله في مرمى نيران الاستهداف الأمريكي.

انقلاب 11 سبتمبر 1973

رأت الولايات المتحدة في سياسات الليندي تهديدًا لمصالحها، لذا قررت دعم الجنرال أوجستو بينوشيه، قائد الجيش، الذي تمكن من تنفيذ انقلاب عسكري في 11 سبتمبر 1973، وحاصر بينوشيه القصر الرئاسي بدباباته مطالبًا الليندي بالاستسلام، لكن الليندي، الذي كان رمزًا للمقاومة، رفض الهروب وارتدى الوشاح الرئاسي، مما أدى إلى مقتله داخل القصر، بينما استولى بينوشيه على الحكم ليصبح حاكمًا لتشيلي لمدة سبعة وعشرين عامًا، عُرف خلالها بأنه مخلب القط الأمريكي في المنطقة.

نهاية حقبة بينوشيه

على الرغم من السيطرة العسكرية لبينوشيه، إلا أن نظامه بدأ يتهاوى في الثمانينات مع تصاعد المعارضة الشعبية وظهور حركات عمالية تطالب بالحرية والديمقراطية، وفي عام 1988، رفض الكونجرس دستورًا يمنح بينوشيه الحق في الحكم مدى الحياة، مما دفعه للتنحي عن الرئاسة لصالح باتريشيو أيلوين، الرئيس المنتخب ديمقراطيًا في عام 1989، لكنه استمر في منصبه كقائد للجيش حتى عام 1998، حيث اعتُقل في لندن وبدأت محاكمته بسبب الجرائم التي ارتكبها، وفي 10 ديسمبر 2006، توفي بينوشيه بعد تعرضه لنوبة قلبية، ليغلق بذلك فصلًا مظلمًا من تاريخ تشيلي.