زي النهاردة في 11 سبتمبر 1948 فقدت باكستان مؤسسها محمد علي جناح الذي قاد حركة الاستقلال وأصبح رمزًا للأمة حيث كان له دور بارز في تحقيق حلم المسلمين في الحصول على وطن مستقل وقد عمل بجهد كبير لتأسيس الدولة الجديدة وتعزيز هويتها الوطنية ورغم رحيله إلا أن إرثه لا يزال حيًا في قلوب الباكستانيين الذين يتذكرون إنجازاته وتضحياته من أجل الوطن مما يجعل هذا اليوم ذكرى مؤلمة ومهمة في تاريخ باكستان الحديث.
محمد علي جناح: مؤسس باكستان ورائد الحركة الإسلامية
محمد علي جناح، هو الشخصية البارزة التي أسست باكستان بجناحيها، وقد شاركه في هذه الفكرة العديد من الدعاة، أبرزهم الشاعر الكبير محمد إقبال، الذي كان يحلم بإنشاء وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية، وُلد جناح في 25 ديسمبر 1876 في مدينة كراتشي، ليصبح أحد أبرز الشخصيات في تاريخ شبه القارة الهندية خلال النصف الأول من القرن العشرين.
التعليم والمسيرة السياسية لجناح
تلقى محمد علي جناح تعليمه الأول في مدرسة الإسلام، ثم انتقل إلى مدرسة البعثة المسيحية، وفي عام 1893 التحق بكلية «لينكون إن» لدراسة القانون، وعقب تخرجه عمل بالمحاماة ليصبح من أشهر المحامين في كراتشي، بدأت مسيرته السياسية في عام 1905 عندما انضم إلى حزب المؤتمر الوطني الهندي، حيث طالب باستقلال الهند عن بريطانيا، وعُين سكرتيرًا لرئيس الحزب، وعمل بجد للمطالبة بالاستقلال منذ عام 1906.
التحولات السياسية ودعوة الاستقلال
في عام 1910، انتُخب جناح عضوًا في المجلس التشريعي الجديد، حيث برز كأحد المطالبين بالاستقلال، واستمر في هذا الدور لمدة أربعين عامًا، ثم قطع علاقته بحزب المؤتمر الوطني الهندي في عام 1920 ليتولى رئاسة العصبة الإسلامية، وعندما عبر بعض زعماء الأقلية المسلمة عن استيائهم من توجهاته السياسية، هاجر إلى بريطانيا لمدة أربع سنوات، ليعود في عام 1934 مطالبًا بالاستقلال التام للمسلمين ضمن اتحاد فدرالي هندي إسلامي.
في عام 1940، دعا جناح إلى تقسيم شبه القارة الهندية إلى كيانين هما الهند وباكستان، التي تضم جميع المسلمين في الهند، وفي 14 أغسطس 1947، أعلن قيام جمهورية باكستان الإسلامية، ليصبح أول رئيس لها، وخلال السنة الأولى لحكمه، اندلعت أول حرب بين الهند وباكستان حول كشمير، واستمر في دوره القيادي حتى وفاته في 11 سبتمبر 1948، تاركًا إرثًا عظيمًا في تاريخ الأمة الإسلامية.