تعتبر الموسيقى النوبية من الفنون الغنية التي تعكس تاريخًا عريقًا ووجعًا عميقًا وحلمًا مستمرًا فهي تعبر عن معاناة الشعب النوبي وتاريخه المليء بالتحديات والتغيرات التي مر بها عبر الزمن كما تحمل في نغماتها روح المقاومة والأمل في المستقبل ففي كل لحن نوبى نجد صدى للذكريات وعبق الماضي الذي يروي قصص الأجداد ويعكس الهوية الثقافية الفريدة لهذه المنطقة الجميلة لذا فإن الحفاظ على هذه الموسيقى يعد أمرًا ضروريًا لحماية التراث والتاريخ النوبى الأصيل الذي يستحق التقدير والاحترام.

سحر الموسيقى والرقصات النوبية

تتألق الموسيقى والرقصات النوبية بسحر خاص يأسر القلوب ويخطف الأبصار، كما أكدت وهيبة صالح، كبيرة الباحثين ومديرة عام بالمجلس الأعلى للآثار، في حديثها عن هذا التراث الفريد، حيث تعتبر الموسيقى النوبية لغة تتجاوز الكلمات، تصل مباشرة إلى الوجدان من خلال إيقاعات غنية وانسيابية لا مثيل لها، حتى لمن لا يمتلك معلومات وافية عن الثقافة النوبية.

الهوية النوبية والموسيقى

أوضحت صالح خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم في برنامج "صدى صوت" على قناة "الشمس"، أن الموسيقى تُعتبر جزءًا أصيلاً من الهوية النوبية، فهي تُعبر عن الفرح والسعادة، وفي المناسبات النوبية يتحول الجميع إلى راقصين، حيث لا توجد كراسي للمدعوين، بل يشارك الكبار والصغار في الاحتفالات، مما يخلق حالة من البهجة الجماعية التي تجعل من كل تجمع احتفالي تجربة فريدة.

العمق العاطفي للموسيقى النوبية

تعتمد الكثير من الموسيقى النوبية على السلم الخماسي، مما يمنحها طابعًا مميزًا، ومن أبرز الآلات المستخدمة هو الطمبور، الذي يُعتبر الأداة الرئيسية في هذا الفن، ويصنع من جلد الحيوان، حيث يُعبر النوبيون عن شغفهم بالموسيقى من خلال صنع آلاتهم بأنفسهم، كما فعل أحد الآباء الذي صنع طنبورًا خاصًا به. ورغم الطابع الإيقاعي الذي يدعو للرقص، تحمل الأغاني النوبية الكثير من الشجن والحنين، حيث تدور كلماتها حول الحنين إلى النوبة القديمة، مما يجعل الموسيقى النوبية مرآة تعكس هوية الشعب وتاريخه الغني بالذكريات.