الأعلى للآثار: النوبيون قدموا تضحيات كبيرة من أجل وطنهم

الأعلى للآثار أكد أن النوبيين قدموا تضحيات كبيرة من أجل الوطن حيث واجهوا تحديات وصعوبات عديدة في سبيل الحفاظ على تراثهم الثقافي وتاريخهم العريق وقد أظهروا شجاعة لا مثيل لها في الدفاع عن هويتهم وبلادهم رغم كل المعاناة التي مروا بها فكانوا مثالاً يُحتذى به في الوطنية والانتماء حيث استمروا في العمل بجد للحفاظ على آثارهم ومعالمهم التاريخية التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من هوية الوطن ويستحقون كل التقدير والاحترام لما قاموا به من جهود عظيمة في هذا المجال.

النوبيون: حراس الهوية والتراث في زمن التغيير

تُعتبر الثقافة النوبية مثالاً يُحتذى به في الحفاظ على السلام والسلم المجتمعي، حيث تبرز هذه القيم في ظل عالم مليء بالخلافات والمحتوى المسيء على وسائل التواصل الاجتماعي، فالشعب النوبي يتميز بقدرته على الانضباط والرقي، ونادرًا ما تُسجل تصرفات غير لائقة من قبل الشباب النوبي، وهذا يعود إلى قوة أعرافهم وتقاليدهم التي تمنع أي خروج عن المألوف، كما تشير وهيبة صالح، كبيرة الباحثين ومديرة عام بالمجلس الأعلى للآثار.

أعراف المجتمع النوبي: صمام أمان ضد التفاخر

أوضحت وهيبة صالح خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم في برنامج «صدى صوت» المذاع عبر قناة «الشمس»، أن الأعراف النوبية تُعتبر بمثابة صمام أمان للمجتمع، حيث تُمنع فيها مظاهر التفاخر التي قد تؤدي إلى الانقسام الاجتماعي، فعلى سبيل المثال، في تجهيز العروس، يتم الالتزام بضوابط محددة مثل الدبلة والخاتم، حتى لو كان العريس ميسور الحال، وذلك للحفاظ على توازن المجتمع وخصوصيته.

التحديات المعاصرة: الحفاظ على الهوية في عالم متغير

رغم الحب والتقدير الذي يكنه المصريون للنوبيين، إلا أن هناك قصورًا في فهم التضحيات الكبيرة التي قدمها هذا الشعب، فعملية التهجير الكبرى بسبب بناء السد العالي لم تُفهم بعمق كافٍ، ولا يزال ألم هذا التهجير حاضرًا في وجدان النوبيين، حيث يتوارث الأجيال شعورًا عميقًا بالارتباط بالنيل والمكان، ورغم المحاولات العديدة للعودة، إلا أن الحلم لم يكتمل بالصورة التي تمناها النوبيون، مما يجعلهم اليوم في مواجهة تحديات كبيرة للحفاظ على هويتهم في مجتمع مفتوح.

تتوزع النوبة إلى مجموعتين رئيسيتين: الفادجيكا والكنوز (الماتوكية)، ولكل منهما لغته الخاصة، لكن عاداتهم المشتركة توحدهم، ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، يواجه النوبيون معركة مستمرة للحفاظ على تراثهم ولغتهم وتقاليدهم، فهذه الهوية العريقة تتطلب جهودًا مضاعفة للحفاظ عليها في وجه عالم دائم التطور.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *