في مثل هذا اليوم من عام 1999 توفي المشير محمد علي فهمي الذي كان له دور بارز في تاريخ مصر العسكري والسياسي حيث عرف بحكمته وشجاعته في اتخاذ القرارات المصيرية التي أثرت على مجريات الأحداث في البلاد وقد ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في فترة حساسة من تاريخ الوطن مما جعله شخصية محورية في ذاكرة المصريين الذين يذكرون إنجازاته وتضحياته من أجل الوطن فقد كانت حياته مليئة بالتحديات والنجاحات التي تركت بصمة واضحة في التاريخ المصري الحديث.

المشير محمد علي فهمي: قائد من ذهب في حرب أكتوبر

يُعتبر المشير محمد علي فهمي، الذي وُلِد في 11 أكتوبر 1920، أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث، حيث لعب دورًا محوريًا في حرب أكتوبر 1973، وكان قائدًا لقوات الدفاع الجوي منذ 23 يونيو 1969، تخرج من الكلية الحربية عام 1939، وحصل على شهادة أركان حرب في عام 1951، ثم درس في أكاديمية لينين العسكرية بموسكو، ليصبح أحد أبرز القادة العسكريين في الوطن العربي.

في 23 يونيو 1967، أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرارًا جمهوريًا بتعيين اللواء محمد علي فهمي قائدًا لقوات الدفاع الجوي، مما أطلق بداية جديدة للقوة الرابعة في القوات المسلحة المصرية، حيث انكب فهمي على دراسة أسباب نكسة 1967، وعمل على إعادة تأهيل الجندي المصري نفسيًا وجسديًا، كما أسس نظام دفاع جوي جديد في منطقتي الجيشين الثاني والثالث، مما ساهم في بناء حائط الصواريخ الذي لعب دورًا حاسمًا في معارك أكتوبر 1973.

عندما انطلقت الصواريخ المضادة للطائرات، قضت على أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي، كما نجحت قوات الدفاع الجوي تحت قيادته في تأمين عمليات الاقتحام والهجوم بكفاءة، سواء نهارًا أو ليلاً، وتوفير الحماية اللازمة للمعابر والكباري، وبعد انتهاء حرب أكتوبر، تولى المشير فهمي رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في 1975، واختاره الرئيس السادات مستشارًا عسكريًا له حتى وفاته في لندن في 12 سبتمبر 1999، واحتفاءً بدوره البطولي، أصدر الرئيس مبارك في 4 أكتوبر 1993 قرارًا بترقيته إلى رتبة مشير، كما حصل على العديد من الأنواط والأوسمة العسكرية تقديرًا لإنجازاته الكبيرة.