شوقي علام أكد أن العلماء أقروا بأن شرع من قبلنا هو شرع لنا ما دام ورد في أحكامنا وهذا يعكس أهمية التراث الفقهي في تشكيل القوانين المعاصرة ويظهر كيف يمكن للمبادئ القديمة أن تتماشى مع احتياجات المجتمع الحديث كما أن هذا التوجه يعزز من فهمنا العميق للتشريعات الإسلامية ويعكس تواصل الأجيال عبر الزمن مما يسهم في تحقيق العدالة والاستقرار في المجتمعات الإسلامية ويعزز من قيمة البحث العلمي في دراسة الأحكام الشرعية ويؤكد على ضرورة استمرارية الحوار بين العلماء لإيجاد حلول تتناسب مع التحديات الراهنة.

أهمية التراث التاريخي في القرآن الكريم

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن التراث التاريخي الذي قدمه العلماء السابقون، بالإضافة إلى القصص الواردة في القرآن الكريم، يحمل دروسًا وعِبرًا بالغة الأهمية للمسلمين عبر العصور، حيث إن القرآن لم يذكر نماذج من حياة البشر عبثًا، بل جاءت لتكون عبرة للمؤمنين، سواء لتجنب الأخطاء أو لتأكيد المواقف الصائبة، مما يعكس أهمية هذه النصوص في توجيه السلوك الإنساني.

القرآن الكريم كمرجع تاريخي موثوق

خلال حلقة برنامج «بيان للناس»، المذاع على قناة «الناس»، أوضح الدكتور شوقي علام أن القرآن الكريم يتمتع بقطعية الثبوت ويقينية النسبة إلى سيدنا رسول الله ﷺ والوحي الشريف، مما يعني أن الأحداث التي ذكرها القرآن قد وقعت بالفعل وبتفاصيلها، دون أي تضخيم أو تقليل، على عكس بعض الكتابات التاريخية التي قد تتأثر بثقافة المنتصر أو رؤية المؤرخ، لذلك فإن المسلم يجب أن يتأنى عند قراءة التاريخ، ليتأكد من حدوثه، ومن ثم يستخلص العبرة والعظة.

التعامل مع التاريخ بروح واعية

أضاف مفتي الجمهورية السابق أن بعض الأحداث التاريخية لا تترتب عليها أحكام شرعية، بينما هناك أحداث ينبني عليها أحكام، وقد بحث علماء أصول الفقه هذه المسألة، مؤكدين أن ما أوحي إلى الرسل السابقين يخرج من مشكاة واحدة، فإذا ورد في شرعنا ما يؤيده صار حكمًا شرعيًا لنا، وهو ما يُعرف بقاعدة «شرع من قبلنا شرع لنا»، وأكد الدكتور شوقي علام على أن المسلمين ليسوا في صراع مع التاريخ، بل هم أحق به ما دام مفيدًا ومعينًا على صلاح حياتهم، داعيًا إلى التعامل مع التراث بروح واعية تستلهم منه العبرة، لا مجرد الحكاية.