وكيل المخابرات السابق أكد في تصريحاته الأخيرة أن الوضع في غزة يحتاج إلى فهم أعمق وأنه لم يتم اتخاذ أي موقف عدائي من حكم حماس خلال الفترة الماضية بل على العكس كانت هناك محاولات للتواصل والتفاهم مع جميع الأطراف المعنية بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمي كما أشار إلى أهمية الحوار كوسيلة لحل النزاعات بدلاً من التصعيد الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع كما شدد على ضرورة دعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام المستدام في فلسطين والاعتراف بحقوق جميع الأطراف المتنازعة بما يسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.

تدخل مصر في إدارة غزة بعد فوز حماس

قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن مصر تدخلت بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية، حيث طلبت من الحركة إدارة قطاع غزة بعقلية الدولة وليس كفصيل سياسي، في خطوة تهدف لتعزيز الاستقرار في المنطقة، وأضاف خلال لقائه ببرنامج «الجلسة سرية» مع الإعلامي سمير عمر على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن القيادات المصرية في القاهرة تواصلت معه أثناء وجوده في غزة، وطلبت منه دعوة قيادات حماس إلى مصر.

محاولات مصرية لدعم حكومة حماس

وأوضح الدويري أنه تم تنظيم لقاءات بين قيادات حماس والمسؤولين المصريين، حيث أكدوا لهم أنهم لم يتخذوا أي موقف عدائي من حكم حماس، بل كانوا يشجعونهم على أن يصبحوا حكومة الشعب الفلسطيني، وليس مجرد حكومة فصيل، وأشار إلى أنهم نصحوا حماس بتشكيل حكومة موسعة، لكن لم تكن هناك جدية كافية لتحقيق ذلك، مما أدى إلى تفشي عقلية الفصيل على حساب عقلية الدولة.

تحديات الحكومة الحمساوية

أضاف الدويري أن الحكومة التي شكلتها حماس برئاسة إسماعيل هنية واجهت العديد من القيود، ورغم محاولات مصر لمساعدتهم على بناء حكومة قوية وموسعة، إلا أن الحكومة لم تعترف بمنظمة التحرير أو بالتزاماتها، وأكد أن عملية تسليم السلطة من فتح إلى حماس تمت بسلاسة، لكن التوترات ظهرت لاحقاً، مشيراً إلى أن مصر لم تعرقل إسماعيل هنية بعد توليه رئاسة الوزراء، بل كانت تسعى لدعمه.

في النهاية، أكد الدويري أن الواقع في غزة كان يتطلب توحيد الجهود بين الفصائل المختلفة، وأن هناك صراعات مستمرة أدت إلى تعقيد الأمور، مما يستدعي ضرورة التفكير في حلول مستدامة تعزز من استقرار المنطقة.