باحث: مخيمات اللاجئين تتحول من ملاذات آمنة إلى أدوات جيوستراتيجية في صراعات القوى العالمية

تتزايد المخاوف بشأن تحول مخيمات اللاجئين من ملاذات آمنة توفر الحماية للمشردين إلى أدوات جيوستراتيجية تستخدم في صراعات القوى العالمية حيث أصبحت هذه المخيمات تمثل نقاطًا حساسة تتداخل فيها المصالح السياسية والاقتصادية مما يؤثر على حياة اللاجئين الذين يبحثون عن الأمان والاستقرار في ظل ظروف معقدة وصعبة تعكس التوترات الإقليمية والدولية وتظهر الحاجة الملحة إلى حلول فعالة ومستدامة لتحقيق حقوق اللاجئين وتعزيز الأمن الإنساني في عالم مضطرب يتطلب المزيد من الوعي والتعاون الدولي لحل هذه الأزمات بشكل جذري وفعال.

مخيمات اللاجئين: من ملاذات آمنة إلى أدوات جيوستراتيجية

أشار المحلل السياسي أحمد عبدالله إلى تحول مخيمات اللاجئين من ملاذات آمنة للمشردين إلى أدوات جيوستراتيجية في صراعات القوى، حيث لم تعد هذه المخيمات مجرد تجمعات للبؤس الإنساني، بل أصبحت ساحات خلفية لحروب الوكالة، تستغل فيها المعاناة كسلاح معلوماتي فتاك، وتوظف الدول شبكات المنظمات التي تدير هذه المخيمات، لتصميم روايات ملبسة وتلفيق الشهادات، وتوجيه سرديات تخدم أجندات سياسية بعيدة كل البعد عن هموم السكان واحتياجاتهم.

نموذج مخيم أمبرة: مأساة إنسانية وصراع جيوسياسي

تظهر قضية مخيم «أمبرة» للاجئين الماليين في موريتانيا كنموذج صارخ لهذه الظاهرة، حيث تتحول المأساة الإنسانية إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، وتستغل حكايات اللاجئين المأساوية كعملة في سوق التضليل الإعلامي، وعلى بعد خمسين كيلومترًا من الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي، يقبع مخيم أمبرة الذي أصبح شاهدًا صامتًا ليس فقط على مأساة إنسانية، بل أيضًا على آلة للتلاعب السياسي، حيث تتواصل تدفقات النازحين مع كل موجة عنف جديدة، مما يجعل المخيم ساحة خلفية لحرب الروايات.

استغلال المعاناة: أدوات لتحقيق المكاسب السياسية

أكد أحمد عبدالله أن التقديرات الدولية تشير إلى تجاوز عدد النازحين مائتي ألف شخص، مما يدل على عمق الكارثة الإنسانية في مالي، ويعكس حجم الكتلة البشرية التي أصبحت رهينة استغلال سياسي وإعلامي، حيث يواجه سكان المخيم صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية، مما يجعلهم فريسة سهلة للقوى التي تبحث عن أدوات لتحقيق مكاسب سياسية، وفي هذا السياق، قامت منظمة التضامن الدولي الفرنسية بزيارة المخيم، حيث أجرى الصحفيون لقاءات مع اللاجئين، وقدموا لهم المال للإدلاء بتصريحات لا تمت للواقع بصلة، مما يعكس كيف يتم استغلال المعاناة الإنسانية لأغراض سياسية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *