في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة يبرز دور المحلل السياسي الذي يرى أن إسرائيل تتمدد بشكل متسارع مستهدفة جميع الدول العربية دون استثناء مما يتطلب استجابة فعالة من الدول العربية من خلال تعزيز الوحدة العربية وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات المشتركة فالتحليل السياسي اليوم يسلط الضوء على أهمية التعاون بين الدول العربية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ويشير إلى ضرورة بناء استراتيجيات مشتركة لمواجهة التوسع الإسرائيلي الذي يهدد السيادة الوطنية ويؤثر على مصير الشعوب العربية لذا فإن الحل يكمن في تعزيز الروابط العربية وتجاوز الخلافات الداخلية لتحقيق الأهداف المشتركة في مواجهة هذه التحديات المتزايدة.
اغتيال تشارلي كريك: دلالات سياسية وتأثيرات عالمية
قال الدكتور ماهر الصافي، الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، إن اغتيال الناشط السياسي الأمريكي المتطرف تشارلي كريك، الذي يُعتبر من أبرز المؤيدين لترامب ونتنياهو، يُظهر الدعم المطلق الذي يتلقاه من التيارات الصهيونية، ويعكس تغيرًا ملحوظًا في الصورة الذهنية لدى العالم الغربي عن إسرائيل، فالجرائم التي تُرتكب في غزة، مثل القتل والتجويع الذي يُعاني منه أكثر من مليوني فلسطيني، قد حركت الشارع العالمي نحو المطالبة بالعدالة.
السخط العالمي على سياسات إسرائيل
وأضاف الصافي، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم في برنامج "ولاد البلد" على قناة "الشمس 2"، أن السخط العالمي على سياسات إسرائيل أصبح واضحًا من خلال الاحتجاجات التي تخرج في مختلف المدن الغربية، حيث يتم النظر إلى إسرائيل على أنها ترتكب جرائم حرب، وهذا التغير في الرأي العام يثير القلق لدى صانعي القرار في تل أبيب.
دور مصر وقطر في وقف الحرب
وأوضح الصافي أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي تُعتبر إشارة واضحة لدعم الجهود المصرية والقطرية المشتركة من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة، مؤكدًا أن مصر قد أدخلت أكثر من 75% من المساعدات منذ بداية العدوان، وأن رسالة الرئيس اليوم تبعث الأمل في أن مصر، باعتبارها وسيطًا دائمًا، ستنجح في المفاوضات.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن قطر ستعود إلى دورها كوسيط ولن تتخلى عن الملف الفلسطيني، لأن انسحابها سيؤثر بشكل كبير على القضية الفلسطينية، ويضع مصير السكان في غزة على المحك، خاصة مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين بشكل مباشر.
التحالفات الدولية والتحديات العربية
وعن موقف الفصائل الفلسطينية، أكد الصافي أن الوفد المفاوض الوحيد هو فصيل حركة حماس، معتقدًا أنه لو تم تسليم هذا الملف إلى جهات أخرى مثل منظمة التحرير الفلسطينية أو مصر، لما وصل الحال إلى هذا التدمير. وأوضح أننا نشهد حاليًا إعادة رسم لخريطة التحالفات الدولية، مشيرًا إلى وجود تحالفات جديدة مثل تحالف البريكس، الذي سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي.
وأكد الصافي على ضرورة وجود قوة عربية مشتركة قادرة على حماية الأمن القومي العربي، مشددًا على أن الرئيس السيسي دعا إلى هذا التشكيل منذ عام 2014، ورغم عدم التوافق حينها، إلا أن المرحلة الراهنة تفرض ضرورة إيجاد هذه القوة في ظل غياب الجيوش الوطنية.
ووجه رسالة إلى الأمة العربية، دعا فيها إلى الوحدة العربية ونبذ الخلافات، والعمل على تشكيل قوة عربية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر بمرحلة خطيرة، محذرًا من سياسة إسرائيل التي تتمدد وتستهدف الجميع.
تابعوا آخر أخبار