في سياق الأحداث المتسارعة في المنطقة يشير محلل سياسي إلى أن اغتيال المفاوضين يعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إفشال أي جهود للسلام والتسوية السياسية فهذه العمليات تعزز من حالة التوتر وتزيد من الصعوبات أمام أي محاولات جادة للتوصل إلى اتفاق دائم حيث تتعقد الأمور أكثر مع كل حادثة جديدة مما يضعف من فرص الحوار ويزيد من الانقسام بين الأطراف المعنية في الصراع ويعكس ذلك رغبة إسرائيلية في السيطرة على الوضع الراهن وعدم السماح بتطورات إيجابية نحو السلام الذي يطمح له الجميع.

دور مصر وقطر في حل الأزمة الفلسطينية

قال الدكتور ماهر الصافي، الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، إن مصر وقطر هما اللاعبان الرئيسيان اللذان يمكنهما حل الأزمة الفلسطينية بسرعة، حيث تبنيا جهود الوساطة منذ اليوم الأول، وهما الدولتان اللتان تستضيفان قادة حركة حماس، بالإضافة إلى استقبالهما الوفد الإسرائيلي المفاوض، وقد ظهرت ملامح واضحة لاتفاق هدنة جديد، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي نص على تسليم كافة الأسرى لدى حماس مقابل وقف فوري للعمليات العسكرية.

التصعيد الإسرائيلي وتأثيره على المفاوضات

أضاف الدكتور الصافي، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم في برنامج «ولاد البلد» على قناة «الشمس 2»، أن إسرائيل استهدفت قيادات من حماس في قطر، وهو انتهاك واضح ليس فقط ضد الحركة، بل ضد دولة بأكملها، هذا الاستهداف يثير تساؤلات كبيرة حول جدية إسرائيل في التفاوض، فهل من المنطقي القضاء على المفاوضين لكي لا يبقى هناك من يتفاوض في المستقبل؟ وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد من خلال هذه الضربات إرسال رسائل متعددة، أولها القضاء على أي أمل في التوصل إلى حل، خاصة بعد حديث الإدارة الأمريكية عن مقترح كان قريبًا من الحل، والرسالة الثانية هي تأكيد إصرار نتنياهو على تحقيق أهداف إسرائيل الكبرى، بعد حصوله على الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية.

مستقبل الوساطة القطرية والتحديات المقبلة

أما عن مستقبل دور قطر في الوساطة، يرى الدكتور ماهر الصافي أن الموقف القطري لن يتغير رغم الاستهداف المباشر، وستستمر قطر في جهودها، لكن قد تظهر أدوار جديدة أو لاعبين آخرين على خط الأزمة، مشيرًا إلى أن نتنياهو لا يرغب في إنهاء الحرب، بل يسعى لاستمرارها لأهداف سياسية، وهذا ما دفعه إلى نسف جهود الوساطة باغتيال وفد حماس. كما أشار إلى أن إسرائيل قتلت عددًا من الأسرى الإسرائيليين في غزة، مما أفشل ورقة التفاوض التي كانت بيد حماس، مؤكدًا أن كل ما يحدث يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، من خلال الاستيطان المستمر في الضفة الغربية، والتهجير الديموغرافي، وتدمير القرى والمخيمات، وكلها خطوات تهدف إلى منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.