في مثل هذا اليوم من عام 1882 وقعت واحدة من أبرز المعارك في تاريخ مصر وهي معركة التل الكبير حيث واجهت القوات المصرية بقيادة أحمد عرابي القوات البريطانية التي كانت تسعى للسيطرة على البلاد ومع أن عرابي كان يتمتع بشعبية كبيرة إلا أن المعركة انتهت بهزيمة مؤلمة للقوات المصرية مما أدى إلى تداعيات كبيرة على تاريخ مصر الحديث وأثر ذلك على الحركة الوطنية في البلاد كما ساهمت هذه الهزيمة في تعزيز النفوذ البريطاني في المنطقة وتغيير مجرى الأحداث السياسية في مصر لعقود قادمة فمعركة التل الكبير لم تكن مجرد صراع عسكري بل كانت نقطة تحول في مسار التاريخ المصري الحديث.
معركة التل الكبير: جولة فاصلة في تاريخ الثورة العرابية
تُعد معركة التل الكبير واحدة من أبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها مصر خلال الثورة العرابية، حيث دارت رحاها في 13 سبتمبر 1882، وكانت بمثابة جولة فاصلة بين زعماء الثورة والاحتلال الإنجليزي، إذ استمرت المعركة لنحو ثلاثين دقيقة فقط، ولكنها كانت كفيلة بتغيير مسار التاريخ المصري. وقد أظهر العرابيون شجاعة كبيرة، إلا أن الخيانة لعبت دورًا كبيرًا في الهزيمة التي لحقت بهم، مما أدى إلى انتشار مثل شعبي مصري يُقال فيه: "الولس كسر عرابي"، حيث تشير كلمة "الولس" إلى الخائن.
الخيانة وتأثيرها على المعركة
كان من أبرز الخونة في تلك المعركة محمد باشا سلطان، رئيس الحزب الوطني، الذي وزع الذهب على بدو الصحراء الشرقية، بما في ذلك سعيد الطحاوي، الذي كان مرشدًا لجمال الدين الأفغاني وجاسوسًا على العرابيين. وقبل المعركة، كان أحمد عرابي في خيمته يُصلي ويقرأ الأدعية، بينما طمأنه الطحاوي بأن الإنجليز لن يهاجموا قبل أسبوع، ولكنه ذهب لاحقًا ليُخبر القائد الإنجليزي "ولسي" بأن المصريين سينامون ليلتهم. هذا الغدر ساهم في تسهيل تقدم الإنجليز، حيث تمكنوا من الوصول إلى الخط الأمامي للجيش العرابي دون مقاومة تُذكر.
أبطال المعركة والشجاعة المصرية
على الرغم من الهزيمة، كان هناك أبطال أظهروا شجاعة كبيرة خلال المعركة، مثل محمد عبيد واليوزباشي حسن رضوان قائد المدفعية، الذي كبد الإنجليز خسائر فادحة حتى أُصيب وأُسر. كانت المعركة تعكس الروح الوطنية التي كان يتمتع بها المصريون، حيث حاول عرابي جمع صفوف جنوده، لكن الأمور كانت قد خرجت عن السيطرة. ومع تكرار محاولات الاحتلال الإنجليزي، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، حتى انتهى الأمر باعتقال عرابي وحكمه بالإعدام، الذي خُفف لاحقًا إلى النفي.
تظل معركة التل الكبير درسًا في الوطنية والتضحية، حيث تُذكر الأجيال القادمة بأهمية الوحدة والولاء في مواجهة التحديات، وتبقى ذكرى الشهداء وأبطال الثورة العرابية حية في قلوب المصريين.