
وزير الخارجية أكد أن مصر تواجه تحديات غير مسبوقة من كافة الاتجاهات الاستراتيجية مما يستدعي تكاتف الجهود الوطنية والدولية لمواجهة هذه التحديات التي تشمل الأبعاد الاقتصادية والأمنية والسياسية حيث يسعى المسؤولون في الدولة إلى تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتأمين مستقبل أفضل للشعب المصري في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب استجابة سريعة وفعالة من جميع الأطراف المعنية لتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة بأسرها.
التحديات الاستراتيجية التي تواجه مصر في الوقت الراهن
أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن مصر تواجه في الوقت الحالي تحديات غير مسبوقة من مختلف الاتجاهات الاستراتيجية والجغرافية، حيث تُعتبر هذه التحديات الأخطر في تاريخها الحديث، لما تحمله من أبعاد وجودية تمس الأمن القومي المصري والعربي على حد سواء، جاء ذلك خلال لقائه في "صالون ماسبيرو الثقافي" على القناة الأولى بالتليفزيون المصري.
الأزمات الإقليمية وتأثيرها على الأمن القومي
تناول الدكتور عبدالعاطي في حديثه أبرز الملفات الإقليمية والتحديات التي تحيط بمصر والمنطقة العربية، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية تشهد اضطرابات متزايدة، وأن ما نشهده اليوم لم يسبق لمصر أن واجهته من قبل من حيث تنوع واتساع نطاق الأزمات، والتي تأتي من جميع الجهات. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وصفها بأنها "قضية العرب الأولى"، ندد بما يحدث في قطاع غزة من "أعمال إبادة جماعية وتجويع ممنهج"، مؤكدًا أن ما تشهده غزة يمثل خطرًا مباشرًا على مستقبل القضية الفلسطينية.
الأزمات الأخرى وتأثيرها على المنطقة
أضاف عبدالعاطي أن الوضع في غزة مأساوي، حيث لم تدخل شاحنة مساعدات واحدة إلى القطاع من مارس وحتى يوليو، واليوم تدخل أعداد محدودة لا تلبي سوى جزء بسيط من الاحتياجات، إذ أن الحاجة اليومية تصل إلى 700 شاحنة، بينما لا يتجاوز الداخل 200 في أفضل الأحوال. كما أشار إلى التهديدات القادمة من الاتجاه الغربي، مثل الأزمة الليبية المعقدة، حيث أكد على خطورة الانقسام الداخلي والوجود الأجنبي، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار، فضلًا عن انتشار الميليشيات المسلحة على حدود تمتد لمسافة 1200 كيلومتر.
القضايا الملحة والأمن الإقليمي
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أشار وزير الخارجية إلى أن الأزمة تهدد كيان الدولة واستقرارها، في ظل صراع ممتد منذ سنوات، بالإضافة إلى الوضع الداخلي في لبنان، معربًا عن أمله في الحفاظ على الدولة الوطنية اللبنانية وسط ما تشهده من أزمات. كما تطرق إلى الأوضاع المتدهورة في منطقة الساحل الإفريقي، التي أصبحت ملاذًا للجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة.
أما عن الاتجاه الجنوبي، فقد أعرب الوزير عن قلق عميق تجاه تطورات الأزمة السودانية، نتيجة ما تشهده البلاد من تدخلات خارجية ووجود الميليشيات المسلحة، مما يضع "مصير الدولة السودانية برمته على المحك". وأكد على أن قضية المياه تظل في مقدمة الأولويات المصرية، واصفًا إياها بأنها "قضية وجودية لا يمكن التهاون فيها تحت أي ظرف، حتى وإن تعلق الأمر بقطرة ماء واحدة".
التعليقات