أعلن الاتحاد الأوروبي عن تأجيل هدف خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 90% مما أثار ردود فعل مختلفة بين الدول الأعضاء والناشطين في مجال البيئة حيث كان يُعتبر هذا الهدف خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة البيئية وتقليل تأثير التغير المناخي على كوكب الأرض وفي ظل التحديات الاقتصادية الحالية يتساءل الكثيرون عن كيفية تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة خاصة مع زيادة الضغوطات على الحكومات لإيجاد حلول فعالة لمشكلة التغير المناخي وتعتبر هذه الخطوة بمثابة اختبار حقيقي لإرادة الاتحاد الأوروبي في مواجهة الأزمات البيئية المستقبلية والالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بتغير المناخ.

تأجيل قرار خفض الانبعاثات الكربونية في الاتحاد الأوروبي

أعلن دبلوماسيون أن قرار الاتحاد الأوروبي بشأن خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 90% بحلول عام 2040 قد تم تأجيله، حيث تعتبر هذه القضية جزءًا من مراجعة قانون المناخ في الاتحاد، الذي يحدد المسار نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، بالإضافة إلى تحديد هدف المناخ لعام 2040، وقد أشار مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إلى أن الدول الأعضاء بحاجة إلى مزيد من الوقت للتفكير في هذه القضية المعقدة، مما أدى إلى عدم إمكانية صدور القرار خلال الاجتماع الوزاري المزمع الأسبوع المقبل.

أسباب التأجيل وتحديات المناقشة

كانت الرئاسة الدنماركية للاتحاد الأوروبي تأمل في أن يتم التصويت على الهدف في 18 سبتمبر، خلال اجتماع مجلس البيئة، إلا أن المسؤولين أشاروا إلى أن الدول الأعضاء لم تكن مستعدة بعد، مما يستدعي تأجيل المناقشة إلى قمة رؤساء الدول المقررة في أكتوبر، حيث تم اقتراح هدف خفض الانبعاثات بنسبة 90% مقارنة بمستويات عام 1990 في يوليو الماضي، كخطوة تكميلية للهدف الحالي المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 55% بحلول عام 2030، وقد أبدت دول مثل سلوفاكيا والمجر اعتراضها على هذا الاقتراح، معتبرةً أن ذلك يمثل تهديدًا لصناعاتها.

الجدل حول أرصدة الكربون وتأثيرها على الأهداف المناخية

تعتبر أرصدة الكربون الدولية، التي تسمح بانبعاث كميات معينة من ثاني أكسيد الكربون، من النقاط الرئيسية التي يتم مناقشتها بين دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، حيث يسعى البعض إلى توضيح كيف يمكن أن تتداخل هذه الأرصدة مع نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي، وقد عبرت النائبة النمساوية لينا شيلينغ عن قلقها من أن استخدام أرصدة الكربون قد يكون غير مسؤول، مشيرةً إلى أهمية اتخاذ إجراءات مناخية حقيقية داخل الاتحاد الأوروبي بدلاً من الاعتماد على حقوق التلوث في الخارج، كما حذر رئيس قسم المناخ في شبكة العمل المناخي في أوروبا من أن استخدام أرصدة الكربون قد يقوض طموحات الاتحاد الأوروبي البيئية، مما يتطلب اتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق الأهداف المناخية.