زي النهارده في 14 سبتمبر 1967 فقدت مصر أحد أبرز قادتها العسكريين المشير عبدالحكيم عامر الذي لعب دورًا مهمًا في تاريخ البلاد الحديث كان له تأثير كبير على الحياة السياسية والعسكرية في مصر وقد ارتبط اسمه بعدد من الأحداث التاريخية المهمة التي شكلت مسار الأمة المصرية بعد حرب 1967 حيث أثار رحيله العديد من التساؤلات حول أسباب الهزيمة وتبعاتها على الجيش المصري والمجتمع بشكل عام لقد تركت وفاته أثرًا عميقًا في نفوس الكثيرين من المصريين الذين عاصروا تلك الفترة العصيبة من تاريخ الوطن وقد استمرت ذكراه حاضرة في أذهان الناس حتى يومنا هذا حيث يعتبر رمزًا من رموز التحدي والأمل في المستقبل.
نشأة المشير عبدالحكيم عامر
في عام 1919، وُلد المشير عبدالحكيم عامر في قرية أسطال بمحافظة المنيا في صعيد مصر، كانت أسرته ميسورة، حيث كان والده عمدة القرية، بعد أن أنهى دراسته الثانوية في عام 1935، انضم إلى الكلية الحربية وتخرج منها في عام 1938، ثم التحق بكلية أركان الحرب عام 1948. خلال خدمته في الجيش المصري في السودان عام 1941، التقى بشخصية بارزة في التاريخ المصري، وهو جمال عبد الناصر، مما أدى إلى توثيق صداقتهما، وعندما اندلعت حرب فلسطين في عام 1948، كان كلاهما جزءًا من التشكيلات المصرية هناك.
دور عامر في ثورة يوليو
مع تدهور الأوضاع السياسية في مصر، وازدياد الغضب الشعبي بسبب الهزيمة في حرب فلسطين، برز تيار داخل القوات المسلحة المصرية يطالب بالتغيير، وهو ما أسفر عن تأسيس تنظيم الضباط الأحرار، وكان عامر من الأعضاء المؤسسين لهذا التنظيم. لعب عامر دورًا حيويًا في حشد عدد كبير من الضباط للانضمام إلى هذا التيار الثوري، وبعد نجاح ثورة يوليو، تمت ترقيته إلى رتبة لواء، ليصبح قائدًا للقوات المسلحة، ثم عُين وزيرًا للحربية مع الاحتفاظ بمنصبه في القيادة العامة.
العلاقات المتوترة والوفاة الغامضة
تطورت العلاقة بين عبد الناصر وعامر لتصل إلى حد المصاهرة، ولكنها شهدت أربع منعطفات هامة أدت إلى تدهور تدريجي في هذه العلاقة، تمثلت في العدوان الثلاثي وفشل مشروع الوحدة مع سوريا، بالإضافة إلى حرب اليمن، وأخيرًا نكسة 5 يونيو 1967، التي كانت القاصمة. في عام 1958، رُقي عامر إلى رتبة المشير، وعُين نائبًا لرئيس الجمهورية، واستمر في هذا المنصب حتى أغسطس 1961. بعد هزيمة يونيو، اعتزل عامر في منزله بالجيزة، واستدعاه عبد الناصر، لكن الأمور لم تنتهِ بشكل جيد، حيث توفي عامر في 14 سبتمبر 1967، وما زال الجدل قائمًا حول ظروف وفاته، هل كانت انتحارًا أم وفاة طبيعية.
التعليقات