تعتبر معالم غزة التاريخية وتراثها الثقافي جزءًا لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية حيث تشهد هذه المنطقة اليوم عمليات محو شامل تسعى إسرائيل من خلالها إلى إلغاء أي أثر يعكس تاريخها العريق وتنوعها الثقافي فالأماكن التي تحمل قصص الأجداد وموروثاتهم تواجه خطر التدمير المتعمد مما يهدد الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني ويجعل من الضروري توثيق هذه المعالم قبل أن تختفي إلى الأبد فالصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات يزيد من حجم المعاناة ويؤكد على أهمية التحرك لحماية التراث الثقافي من أي محاولات للتشويه أو الإلغاء ويجب أن تبقى الأصوات المنادية بالعدالة حاضرة في الساحة الدولية لضمان عدم نسيان هذه القضية الإنسانية.
التحذير من التدمير الثقافي في غزة
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن العدوان العسكري الإسرائيلي على مدينة غزة، والذي يتضمن قصفًا متكررًا للأحياء التاريخية ودور العبادة والمكتبات، يهدد بمحو ما تبقى من معالمها الأثرية وتراثها الثقافي، هذه السياسات تعكس محاولة واضحة لإزالة المدينة وتهجير سكانها قسراً، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، التي تحمي الممتلكات الثقافية، لذا يتطلب الأمر تدخلًا عاجلاً من اليونسكو والدول المعنية لحماية هذا التراث.
آثار العدوان على التراث الفلسطيني
أوضح المرصد الأورومتوسطي في بيانه، أن الهجمات الإسرائيلية لا تقتصر على قتل المدنيين وتدمير المنازل، بل تستهدف أيضًا المواقع التاريخية والدينية، مما يهدد الهوية الفلسطينية المتجذرة عبر مئات السنين، فقد وثقت منظمة اليونسكو حتى 18 أغسطس 2025 الأضرار التي لحقت بـ 110 مواقع في غزة، بما في ذلك 13 موقعًا دينيًا و77 مبنى ذا أهمية تاريخية، وهذا يعكس حجم التدمير المنهجي الذي يطال التراث الفلسطيني.
ضرورة التحرك الدولي لحماية التراث
أكد المرصد أن العدوان الإسرائيلي المتصاعد يشكل خطوة إضافية نحو تدمير المعالم الثقافية، بما في ذلك المسجد العمري الكبير وكنيسة القديس بورفيريوس، حيث تعرضت هذه المعالم لتدمير واسع، مما يهدد أي فرصة مستقبلية للترميم، لذا يجب على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لحماية هذا الإرث الثقافي، وضرورة إدراج المواقع التاريخية المهددة ضمن قوائم الحماية الدولية، لضمان عدم طمس الهوية الفلسطينية وذاكرتها الجماعية.
التعليقات