حذر رئيس «بحوث الصحراء» الأسبق من التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر نتيجة التعديات الزراعية حيث أكد أن البلاد تخسر نحو 3.7 فدان كل ساعة مما يؤثر سلباً على الأمن الغذائي والموارد الطبيعية في البلاد ويزيد من الضغوط على الأراضي الزراعية التي تعد من أهم عناصر التنمية المستدامة لذا يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأراضي الزراعية وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ عليها من التعديات التي تضر بالبيئة وتقلل من إنتاجية المحاصيل الزراعية في المستقبل مما يستدعي تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية لحماية هذه الثروة الحيوية.

مخاطر التصحر وتأثير التغيرات المناخية على الزراعة المصرية

حذر الدكتور إسماعيل عبدالجليل، رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق والخبير الدولي في التصحر، من المخاطر الجسيمة التي تشكلها التغيرات المناخية على زيادة معدلات التصحر وتدهور إنتاجية الأراضي الزراعية والمستصلحة، حيث أكد أن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الغذائي والزراعة في مصر، مما يستدعي ضرورة الاعتراف رسميًا بها، وإدراجها في جدول أعمال السياسات العامة، مع تخصيص موارد مالية كافية للتكيف مع آثارها السلبية.

التصحر كـ "قاتل صامت" للزراعة

في كلمته خلال فعاليات اجتماع "اليوم التالي لمؤتمر الأطراف cop 30 من الأقوال إلى الأفعال"، وصف عبدالجليل التصحر بأنه "القاتل الصامت" للزراعة المصرية، حيث يبدأ هذا التدهور بهدوء من خلال انخفاض خصوبة الأرض وإنتاجيتها، دون أن يدرك المزارع أو المسؤول ذلك إلا بعد فوات الأوان، مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة التخفيف من آثار التصحر على المحاصيل، وفي هذا السياق، أشار إلى أن مصر تخسر نحو 3.7 فدان من الأراضي الزراعية كل ساعة بسبب التعديات الزراعية، مما يزيد من معدلات التصحر ويقلل من إنتاجية المحاصيل.

العلاقة بين التصحر وتغير المناخ

نبه عبدالجليل إلى العلاقة الوثيقة بين التصحر وتغير المناخ، حيث تساهم الظواهر مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وشح المياه في تسريع عملية تدهور الأراضي وتملّحها، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة التصحر، ويؤثر سلبًا على جودة الإنتاجية المحصولية، وبالتالي على الأمن الغذائي للبلاد. كما شدد على أهمية استخدام صور الأقمار الصناعية لمتابعة الزحف العمراني والتغيرات في استخدام الأراضي الزراعية، مما يساعد في الرصد المبكر واتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة.

دور وزارة الري والزراعة في مواجهة التصحر

أشار عبدالجليل إلى الدور الحيوي الذي تلعبه وزارة الري في الحد من ظاهرة التصحر، من خلال تحسين الصرف الزراعي في الدلتا ومعالجة مشكلات الملوحة والتربة السيئة، كما دعا وزارة الزراعة والبحوث العلمية إلى التركيز على رفع إنتاجية الأراضي القائمة، بدلاً من التوسع الأفقي، وذلك لتحسين جودة الزراعة في الأراضي الموجودة، مما يعزز من منظومة الأمن الغذائي في مصر.