يعتبر خبير اقتصادي أن زيادة أسعار الكهرباء خطوة ضرورية لا يمكن تأجيلها لأجل غير مسمى حيث تؤثر هذه الزيادة بشكل مباشر على ميزانية الدولة وتساعد في تحسين البنية التحتية للقطاع الكهربائي وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في ظل النمو السكاني والاقتصادي المستمر كما أن تأجيلها قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات المالية ويزيد من العجز في الموازنة العامة مما يستدعي اتخاذ قرارات جريئة لضمان استدامة الخدمة وتطويرها في المستقبل القريب.
الوضع الاقتصادي في مصر: تحليل الدكتور محمد فؤاد
في حديثه مع «العربية Business»، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور محمد فؤاد أن مصر ليست تحت ضغط تمويلي خانق يستدعي التعجيل بالاستجابة لصندوق النقد الدولي، حيث أشار إلى أن الوضع الحالي لا يظهر أي علامات تدل على ضرورة اتخاذ قرارات سريعة بشأن الإصلاحات الهيكلية، مما يعكس استقراراً نسبياً في الأوضاع المالية للدولة.
تنظيم جدول السداد الخارجي
وأشار الدكتور فؤاد إلى أن جدول السداد الخارجي منظم بشكل جيد، مما يعزز الثقة في قدرة مصر على التعامل مع التزاماتها المالية، كما نوه بعودة تدفقات الأموال الساخنة بشكل قوي، وهو ما يساهم في تحسين الوضع المالي. ولفت الانتباه إلى التوقعات العالمية بشأن خفض أسعار الفائدة، مما يقلل من الضغط على الحكومة المصرية لاتخاذ خطوات إصلاحية سريعة، ويتيح لها فرصة للتفكير في الخطوات المستقبلية بشكل أكثر هدوءًا.
تحديات دعم الطاقة
في سياق آخر، أكد الدكتور فؤاد أن زيادة أسعار الكهرباء لا يمكن تأجيلها إلى ما لا نهاية، لأن الموازنة العامة قد تواجه صعوبات في تحمل الأعباء لفترات طويلة، حيث تقدر الفجوة المالية في تكلفة الوقود المستخدم في محطات الكهرباء بحوالي 325 مليار جنيه سنويًا، والتي تتحملها الخزانة العامة جزئيًا. وشدد على أن تأجيل المعالجة قد يكون مبررًا اجتماعيًا، لكنه لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، حيث يتطلب الأمر النظر في خيارات خفض دعم الطاقة، وهو أمر حتمي، لكن الخلاف يدور حول التوقيت المناسب لذلك.
التحديات المستقبلية
أخيرًا، أشار الدكتور فؤاد إلى أن التحديات الكبرى تكمن في ملفي التمويل الخارجي وبرنامج الطروحات الحكومية، حيث لم يشهد كلاهما التقدم المطلوب رغم التعهدات السابقة، مما يستدعي ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق الأهداف المالية المرجوة، وفي ظل هذه الظروف، يبقى التركيز على الاستقرار المالي والإصلاحات الهيكلية هو السبيل لتحقيق التنمية المستدامة.
التعليقات