خلال الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا في الآونة الأخيرة، أثار متظاهرو الشوارع جدلاً واسعاً عندما قاموا بتمزيق صورة الرئيس ماكرون في مشهد يعكس حالة الغضب الشعبي تجاه السياسات الحكومية المتبعة، هذا الفعل لم يكن مجرد تعبير عن الاستياء بل كان رمزاً للاحتجاجات التي تطالب بالتغيير، حيث تجمع الآلاف من المواطنين في المدن الكبرى ليعبروا عن مطالبهم، مما جعل هذا الحدث يتصدر الأخبار ويشغل بال الكثيرين حول العالم، فهل ستمثل هذه الاحتجاجات بداية لمرحلة جديدة في السياسة الفرنسية أم ستظل مجرد صدى لأصوات غير مسموعة في مواجهة قرارات الحكومة؟

فيديو مضلل يثير الجدل حول احتجاجات فرنسا

تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي إكس في الساعات الأخيرة مقطع فيديو زعموا أنه يوثق لحظة تمزيق مجموعة من المتظاهرين لصورة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد اقتحامهم مبنى حكومي في فرنسا خلال احتجاجات تحت شعار "لنغلق كل شيء" ، وقد حقق هذا الادعاء تفاعلاً واسعاً، حيث أظهر فريق "تدقيق المعلومات" بـ"إقرأ نيوز" أن الفيديو تم مشاركته من قبل 5 حسابات مختلفة، وحقق نحو 22 ألف مشاهدة مع 1143 إعجاباً و200 مشاركة.

فيديو تمزيق صورة ماكرون

بعد إجراء تدقيق شامل، اكتشف الفريق أن الفيديو المتداول مضلل، حيث تبين من خلال البحث العكسي أن الفيديو يعود إلى احتجاجات سابقة شهدتها فرنسا في يوليو 2021، وذلك ضد قرار فرض تلقي لقاح فيروس كورونا، ويظهر الفيديو مجموعة من المتظاهرين يقتحمون مبنى البلدية في مدينة بواتييه، حيث قام أحدهم بتمزيق صورة ماكرون ودهسها قبل رميها من النافذة.

احتجاجات سابقة ضد ماكرون

تزامن تداول هذا الادعاء مع اشتعال مظاهرات جديدة في العاصمة باريس ومدن أخرى، حيث خرج المحتجون رفضاً للسياسات الاقتصادية القاسية التي تنتهجها حكومة ماكرون، وقد أدت الاحتجاجات التي قادتها حركة "لنغلق كل شيء" إلى تعطيل حركة المرور واعتقال عشرات الأشخاص، فيما اعتقلت السلطات نحو 200 شخص، حيث ارتدى المعتقلون أقنعة وحاولوا إغلاق الشوارع، وأكدت وزيرة الداخلية الفرنسية أن بعضهم تسببوا في إضرام النيران في حافلة بمدينة رين، مما أدى إلى توقف حركة القطارات.