مدير المركز العربي الأوروبي يرى أن اختراق روسيا للأجواء الرومانية يمثل اختباراً متعمداً لحلف الناتو ويعكس التوترات المتزايدة في المنطقة حيث تعتبر هذه الخطوة دليلاً على استراتيجية روسيا في توسيع نفوذها العسكري ويجب على حلف الناتو أن يتخذ إجراءات سريعة لتعزيز الأمن الإقليمي والرد على هذه التهديدات المحتملة مما يجعل التعاون بين الدول الأعضاء أمراً ضرورياً لمواجهة التحديات المستجدة وتعزيز الاستقرار في أوروبا وأمن الأجواء الرومانية بشكل خاص.

الاختراقات الجوية الروسية: اختبار لردود فعل الناتو

قال ميسرة بكور، مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات، إن الاختراقات الجوية الأخيرة التي نفذتها روسيا فوق الأجواء الرومانية والبولندية تمثل اختبارات متعمدة لرد فعل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأكد أن حالة الارتباك الأوروبي في التعامل مع هذه الحوادث تعود إلى اعتبارات سياسية واقتصادية داخلية وخارجية، وهذا يشير إلى عمق التحديات التي تواجهها الدول الأوروبية في سياستها الدفاعية.

موقف الولايات المتحدة وتأثيره على التصعيد الروسي

في مداخلة مع الإعلامية ريهام إبراهيم على قناة القاهرة الإخبارية، أوضح بكور أن موقف الولايات المتحدة، وخاصة تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووزير خارجيته، تعكس حالة من التراخي، حيث أشار ترامب إلى أن فرض عقوبات إضافية على روسيا يعتمد على تحرك مماثل من الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يُفهم على أنه رسالة ضعف شجعت موسكو على التصعيد، مضيفًا أن ترامب قال صراحة إنه مستعد لفرض عقوبات بشرط ألا تشتري أوروبا النفط من روسيا، وهذا الموقف منح روسيا مساحة أكبر للمناورة.

احتمالات المواجهة المباشرة مع روسيا

أشار بكور إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُنفذ فيها موسكو اختراقات جوية، حيث اعتبر أن العملية الأخيرة التي شهدت إرسال عدد كبير من الطائرات المسيّرة فوق بولندا، وأسقط منها ثلاث على الأقل، كانت بمثابة بالون اختبار لقياس ردود الفعل الغربية، وتابع قائلًا إن روسيا تتبع أسلوب كسر الحواجز، فإذا لم تجد ردًا قويًا، تنتقل إلى الخطوة التالية، مثلما رأينا في اجتياح أوكرانيا، والآن في الاختراقات الجوية المستمرة، والتي وصلت إلى رومانيا، وبشأن احتمالية دخول الناتو في مواجهة مباشرة مع روسيا، قال بكور إن الدول الأوروبية لا ترغب في الانخراط في حرب واسعة النطاق، لكنها لن تتراجع إذا فُرضت عليها المواجهة، مما يعكس قلقًا واضحًا بشأن الأمن في شرق أوروبا.