زى النهارده شهدت الساحة الفنية فقدان أحد أعلام الفن التشكيلي في العالم العربي وهو الفنان عدلي رزق الله الذي رحل عن عالمنا في 15 سبتمبر 2010 ترك وراءه إرثاً فنياً غنياً بالألوان والتعبيرات التي تعكس رؤيته الفريدة للجمال والطبيعة كان له تأثير كبير على العديد من الفنانين الشباب الذين استلهموا من أعماله وأسلوبه المتميز في التعبير عن المشاعر والأفكار من خلال اللوحات التي أبدعها طوال مسيرته الفنية لذا يبقى ذكره خالداً في ذاكرة محبي الفن التشكيلي ومتابعيه في كل مكان.
عدلي رزق الله: رائد الألوان المائية
يُعتبر عدلي رزق الله واحدًا من أبرز فناني الألوان المائية على مستوى العالم، حيث تمتد تجربته في فن الرسم لأكثر من نصف قرن، بدأ مسيرته الفنية في الستينيات من القرن الماضي من خلال رسوم الأطفال التي نُشرت في المجلات الصادرة عن دار الهلال، وقد أبدع خلال رحلته أكثر من أربعين عملًا مصورًا للأطفال، تضمنت قصصًا وكتبًا تعليمية وترفيهية، كما ساهم برسومه في مجلات عربية وأوروبية مثل "أسامة" و"رافع" في سوريا و"سمير" في مصر، بالإضافة إلى مجلات "أوكابى" و"بوم دابى" و"برلان وبنبان" في فرنسا، وكان له دور بارز في تطوير برامج التلفزيون المخصصة للأطفال، من خلال رسومه في برنامج "حكاية قبل النوم" مع الإعلامية علية إحسان.
الإبداع في تعليم الأطفال
جمع عدلي رزق الله بين الكتابة والرسم، حيث كانت له الريادة في مجال تعليم الرياضة الحديثة والقيم الفنية، من خلال كتب ترفيهية وتعليمية، وقد اختار منهج التعليم عن طريق اللعب باستخدام رسوم فنية عالية المستوى، كما كان من أوائل الفنانين الذين أدخلوا صفحات مرفقة بالمطبوعات الأساسية مثل الإستيكرز والمطبوعات الملونة، وقد ورثت ابنته داليا عنه شغفه واهتمامه بالأطفال وتنمية مواهبهم، حيث نظمت العديد من الفعاليات وورش العمل والمسابقات الإبداعية لهم.
مسيرة حافلة بالإنجازات
وُلِد عدلي رزق الله في 20 يناير 1939 في قرية أبنوب بأسيوط، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1961، كما درس في معهد الدراسات القبطية بين عامي 1960 و1962، ثم في جامعة استراسبورج من 1974 إلى 1978، وعمل كرسام في دار الهلال وأستاذًا في جامعة استراسبورج، وقد حاز على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، مثل جائزة معرض ليبزج الدولي للأطفال في ألمانيا، وجائزة المجلس العالمي لكتب الأطفال IBBY في سويسرا، وجائزة سوزان مبارك، وجائزة معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال في إيطاليا، وجائزة نوما في اليابان، حتى وفاته في 15 سبتمبر 2010.
التعليقات