يعتبر الشيخ خالد الجندي من أبرز العلماء الذين يسلطون الضوء على أهمية علم «علل الأسانيد» في فهم السنة النبوية حيث يوضح أن هذا العلم يساعد في تقييم الأحاديث النبوية من خلال دراسة سلاسل الرواة والتأكد من صحتها وموثوقيتها مما يساهم في بناء قاعدة قوية لفهم الدين الإسلامي بشكل صحيح ويعزز من قدرة المسلمين على التمييز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة وبالتالي يسهم في نشر الوعي الديني السليم ويجعل المجتمع أكثر إلمامًا بتعاليم الإسلام الحقيقية ويؤكد الشيخ الجندي على ضرورة اعتماد هذا العلم في الدراسات الشرعية لضمان نقل السنة النبوية بشكل دقيق وموثوق.
أهمية توثيق السنة النبوية
أكّد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن من أبرز الأدلة على توثيق السنة النبوية وجود علوم دقيقة متخصصة في دراسة الأسانيد، ومن بينها علم "علل الأسانيد"، الذي يعدّ من الأدوات الأساسية لفهم الحديث النبوي بشكل صحيح، حيث يساهم في كشف العلل الخفية التي قد لا يلاحظها إلا كبار علماء الحديث، حتى وإن بدا السند صحيحًا في ظاهره، مما يعكس الدقة العالية التي يتمتع بها هذا العلم.
منهجية علماء الحديث في التحقق من الأحاديث
خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc"، أوضح الشيخ الجندي أن علماء الحديث لم يكتفوا بفحص السند من الناحية الشكلية فقط، بل قاموا بعملية دقيقة تُعرف باسم "الغربلة"، حيث يقومون بمقارنة الروايات المختلفة لنفس الحديث، بالإضافة إلى مقارنة روايات الراوي نفسه إذا وردت بصيغ متعددة، مما يساعد على التأكد من عدم تعارض النصوص مع القرآن الكريم. كما أنهم يأخذون في الاعتبار دلالات اللغة وأسباب النزول والتفسير الصحيح، مما يتطلب إلمامًا راسخًا باللغة العربية وعلوم البلاغة وأسرار التلاوة.
ضمانة موثوقة ضد التحريف
وأشار الشيخ الجندي إلى أن هذه المناهج العلمية الصارمة هي التي حافظت على السنة النبوية نقية وصحيحة عبر العصور، حيث تعتمد على القرائن التاريخية والحقائق العلمية المقطوع بصحتها للتحقق من الروايات، ويُحكم على الحديث بالصحة إذا توافرت جميع شروط القبول وانتفت العلل، وإلا يُعتبر شاذًا أو ضعيفًا. لذا، من الضروري الرجوع إلى المتخصصين في علوم الحديث قبل إصدار الأحكام على النصوص الشرعية، مما يُعدّ ضمانة موثوقة ضد التحريف والخلط.
التعليقات