السنة القبطية في مصر تعد واحدة من أقدم الأنظمة الزمنية التي اعتمدتها البشرية حيث تمثل تقويماً نجمياً شمسياً يربط بين الفصول الزراعية والدورات الطبيعية في البيئة القبطية وقد ساهمت في تنظيم حياة المصريين القدماء من خلال تحديد مواعيد الزراعة والحصاد وتعكس هذه السنة التراث الثقافي الغني الذي يتميز به المجتمع المصري كما أن الصور المرتبطة بالسنة القبطية تعكس جمال الطبيعة والتقاليد التي استمرت عبر العصور مما يجعلها نقطة جذب للباحثين والمهتمين بالتاريخ المصري القديم وتجعل من دراسة هذه السنة أمراً مثيراً للاهتمام والبحث المستمر.

احتفال الأقباط بالسنة القبطية الجديدة

يحتفل الأقباط الأرثوذكس والكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر والعالم ببدء السنة القبطية الجديدة 1742 للشهداء، حيث يعتبر التقويم القبطي من أقدم التقاويم النجمية الشمسية التي عرفتها البشرية، ويعكس تاريخًا طويلًا من الحضارة المصرية القديمة وثقافتها الغنية، ويُعتبر هذا اليوم مناسبة مميزة تعكس الهوية الثقافية والدينية للأقباط.

أهمية التقويم القبطي في الزراعة والحياة اليومية

توضح ريهام شعبان، مدير عام متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية، أن التقويم المصري كان يعتمد على رؤية نجم الشعرى اليمانية، وقد لعب دورًا حيويًا في حياة المصريين القدماء من خلال ربطه بنهر النيل والزراعة، حيث اعتمد المزارعون على هذا التقويم في تحديد مواسم الزراعة والحصاد، إذ يتكون من 12 شهرًا، كل منها 30 يومًا، مع إضافة الأيام الخمسة المنسية، بالإضافة إلى يوم سادس في السنة الكبيسة، مما يعكس دقة هذا التقويم وفائدته الكبيرة في الحياة اليومية.

ريهام شعبان مدير متحف المجوهرات الملكية
ريهام شعبان مدير متحف المجوهرات الملكية

تاريخ التقويم القبطي وتطور الاحتفال

يعود تاريخ التقويم القبطي إلى التغييرات التي أجراها البطالمة في عام 238 قبل الميلاد، وتحديدًا على يد بطليموس الثالث، الذي زاد من عدد أيام السنة، لكن هذه التغييرات لم تلقَ قبول الكهنة المصريين، ثم أعيد تطبيقها من قبل الإمبراطور أغسطس في عام 25 قبل الميلاد، مما أدى إلى نشوء التقويم القبطي الذي يعتمد عليه الأقباط حتى اليوم، ويعتبر هذا التقويم امتدادًا للتقويم المصري القديم، وقد تطورت مظاهر الاحتفال برأس السنة القبطية لتصبح تقليدًا يحتفل به المسيحيون المصريون تخليدًا لذكرى شهدائهم الأوائل.

محسن جورج عضو المجلس القبطى الملى فى الاسكندرية
محسن جورج عضو المجلس القبطى الملى فى الاسكندرية

تتضمن طقوس الاحتفال تناول الفواكه مثل البلح الأحمر والجوافة، حيث يرمز البلح إلى دم الشهداء، بينما تعكس الجوافة نقاء قلوبهم، وقد تم اعتماد التقويم القبطي كأساس لحسابات الحكومة في عهد محمد علي باشا، مما يعكس مدى أهمية هذا التقويم في الحياة اليومية والثقافة المصرية.