في ظل التوترات المستمرة بين العرب وإسرائيل يظهر دور الخبير الاستراتيجي كعنصر حاسم في تقديم خيارات بديلة للمواجهة العسكرية المباشرة حيث يمكن التركيز على الحلول الدبلوماسية والاقتصادية لتعزيز التعاون بين الدول العربية والاستفادة من الموارد المشتركة لتعزيز الاستقرار في المنطقة من خلال بناء تحالفات استراتيجية مع القوى العالمية والابتعاد عن الصراعات العسكرية التي لا تجلب سوى المزيد من المعاناة والدمار كما يمكن للخبراء الاستراتيجيين اقتراح مبادرات ثقافية وتعليمية لتعزيز التفاهم بين الشعوب مما يسهم في تحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة في المنطقة.
القوة العربية: رؤية استراتيجية شاملة
قال اللواء الركن صالح المعايطة، الخبير الاستراتيجي، إن القوة العربية ليست مقتصرة على الجانب العسكري فقط، بل تشمل جميع عناصر القوة الوطنية، بما في ذلك البعد السياسي والاستراتيجي والإعلامي والاقتصادي، وأكد على ضرورة دمج الرغبة مع القدرة لتحقيق توحيد عناصر القوة العربية، مما يسهم في بلورة قوة اقتصادية فعالة، تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
خيار السلام ودور مصر القيادي
أضاف المعايطة، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن الخيار العربي منذ البداية اختار السلام، وهو خيار يتسم بالحكمة، مشيرًا إلى أن الموقف المصري يمثل موقفًا شاملًا يقود المنظومة العربية، حيث تمتلك مصر الشجاعة والقدرة على اختيار السلام مع الاستعداد للدفاع، وأكد أن العدو الإسرائيلي سيظل عدوًا ما لم تعد الدولة الإسرائيلية إلى عقل الدولة، وليس عقل اليمين أو عقل الغطرسة العسكرية أو الدعم الأجنبي.
خيارات بديلة وتعزيز التعاون العربي
وتابع المعايطة أن لدى العرب خيارات بديلة عن المواجهة العسكرية المباشرة، ومنها استخدام القوة الاقتصادية عبر حجب الاستثمارات عن الدول المتواطئة، ودمج القوة الناعمة مع القوة الصلبة لإنتاج قوة ذكية، واقترح إنشاء مراكز مركزية في القاهرة لجمع المعلومات عن العدو الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إسرائيل تجمع معلومات عن المنطقة على مدار الساعة، كما أشار إلى إمكانية إنشاء نواة لناتو عربي كوسيلة للردع، مؤكدًا أن القدرة على تحقيق توازن ردع أو تفوق يجب أن تقف بوجه الغطرسة الإسرائيلية، وأن المواجهة مع إسرائيل تعني في الواقع مواجهة مع الولايات المتحدة، ما يستدعي واقعية في الخيارات وضرورة السعي لخيارات بديلة قوية ومؤثرة أكثر من الخيار العسكري الذي ستكون تداعياته مدمرة لشعوب المنطقة.
التعليقات