في مثل هذا اليوم من عام 1982 بدأت مذبحة صبرا وشاتيلا التي تعتبر واحدة من أكثر الأحداث دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حيث استهدفت القوات الإسرائيلية اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات صبرا وشاتيلا في لبنان واستمرت هذه المذبحة لعدة أيام حيث أودت بحياة الآلاف من الأبرياء وأثرت بشكل عميق على المجتمع الفلسطيني والعربي كما تركت آثارًا نفسية واجتماعية لا تزال حاضرة حتى اليوم وتذكرنا بضرورة السعي نحو السلام والعدالة في المنطقة وتظل هذه الذكرى حية في ذاكرة الأجيال القادمة التي تسعى لفهم ما حدث وتعلم الدروس من التاريخ المؤلم الذي عاشه الفلسطينيون في تلك الفترة.
مذبحة صبرا وشاتيلا: ذكرى مؤلمة في تاريخ فلسطين
لم تكن مذبحة صبرا وشاتيلا الأولى من نوعها في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، بل سبقتها العديد من المجازر التي أدمت قلوب الفلسطينيين والعرب، مثل مجازر الطنطورة وقبية ودير ياسين، إضافة إلى مذبحة مخيم جنين ومجازر أخرى في غزة والضفة الغربية. ورغم أن جميع هذه المجازر تحمل في طياتها قصصًا مؤلمة، إلا أن مجزرة صبرا وشاتيلا تظل واحدة من أكثر الحوادث قسوة، فقد حدثت في 16 سبتمبر 1982 واستمرت لثلاثة أيام، حيث ارتكبتها مجموعات لبنانية مسلحة بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
أحداث المجزرة: بين الاحتلال والتواطؤ
بدأت المجزرة عندما قام الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي بإنزال 350 مسلحًا من حزب الكتائب اللبنانية تحت ذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني يُزعم أنهم مختبئون داخل المخيم. ومع ذلك، كان الوضع على الأرض مختلفًا تمامًا، حيث لم يكن في المخيم سوى الأطفال والشيوخ والنساء، بينما كان المقاتلون الفلسطينيون في جبهات القتال. وتعرض المدنيون لمجزرة بشعة، حيث تم قتل النساء والأطفال والشيوخ بدم بارد، تلا ذلك دخول الجرافات الإسرائيلية لتجريف المخيم وهدم المنازل.
الأرقام والنتائج: مأساة بلا عقاب
تباينت التقديرات حول عدد ضحايا المجزرة، لكن يُعتقد أن العدد يتجاوز 1300 شخص من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ، معظمهم من الفلسطينيين، ومعهم لبنانيون أيضًا. كانت المنطقة محاصرة بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي، الذي كان تحت قيادة آرئيل شارون ورافائيل إيتان، وكان القادة العسكريون يسعون إلى محاصرة المخيم وإنارته ليلاً بالقنابل المضيئة. ورغم بشاعة هذه المجزرة، لم يقدم المجتمع الدولي الجناة إلى العدالة، حيث اقتصر الأمر على لجان تحقيق لم تؤدِ إلى أي متابعات قانونية، مما ترك جرحًا عميقًا في ذاكرة الشعب الفلسطيني.
خاتمة
تظل مذبحة صبرا وشاتيلا رمزًا للمعاناة الفلسطينية، وهي تذكير دائم بأن التاريخ لا يُنسى، وأن العدالة لا بد أن تتحقق في يوم من الأيام. إن إحياء هذه الذكرى يعد واجبًا إنسانيًا، يجب أن نتذكره ونعمل على نشر الوعي حوله، حتى لا تتكرر مثل هذه الفظائع مرة أخرى.
التعليقات