يعتبر المرصد الأورومتوسطي من الجهات المعنية برصد الانتهاكات التي تتعرض لها غزة حيث تشير التقارير إلى أن إسرائيل تقوم بتنفيذ محو شامل لمعالم غزة التاريخية وتراثها الثقافي مما يؤدي إلى فقدان الهوية الفلسطينية وتراثها الغني الذي يمتد لآلاف السنين ويشمل المواقع الأثرية والمعمارية التي تعكس تاريخ المنطقة وثقافتها الفريدة حيث يعاني السكان من آثار هذا التدمير المستمر الذي يهدد مستقبلهم ويجعل من الصعب الحفاظ على ذاكرتهم الجمعية التي تشكل جزءًا أساسيًا من كيانهم وهويتهم الوطنية في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشونها يوميًا.

العدوان الإسرائيلي على غزة: تهديد للتراث الثقافي

حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن العدوان العسكري الإسرائيلي الواسع على مدينة غزة، والذي يتضمن قصفًا متكررًا للأحياء التاريخية ودور العبادة والمكتبات، يهدد بمحو معالم المدينة الأثرية وتراثها الثقافي. يتعرض سكان غزة لتهجير قسري، مما يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية، ويستدعي تدخلًا عاجلًا من قبل اليونسكو والدول المعنية لضمان المساءلة ووقف هذا التدمير الذي يسعى إلى تحويل غزة إلى أرض بلا ذاكرة.

استهداف المواقع الثقافية والتاريخية

أوضح المرصد الأورومتوسطي أن العدوان الإسرائيلي لا يقتصر على قتل المدنيين، بل يتعمد أيضًا استهداف المواقع التاريخية والدينية والثقافية في غزة، مما يمثل استراتيجية استعمارية تهدف إلى محو الرموز المادية والروحية للشعب الفلسطيني. وقد تمكنت منظمة اليونسكو، حتى أغسطس 2025، من توثيق الأضرار التي لحقت بـ 110 مواقع في غزة، بما في ذلك 13 موقعًا دينيًا و77 مبنى ذا أهمية تاريخية، مما يعكس حجم التدمير الممنهج الذي يطال التراث الفلسطيني.

خطر فقدان الهوية الثقافية

أكد المرصد أن العدوان المتصاعد يشكل خطوة إضافية نحو تدمير معالم غزة، بما في ذلك المناطق الأثرية والتاريخية، مما يقضي على أي أمل في ترميم المواقع المتضررة. الأحياء القديمة، مثل المسجد العمري الكبير وكنيسة القديس بورفيريوس، باتت عرضة للتدمير الكلي مع استمرار القصف. أي تدمير إضافي يعني تقليل فرص الترميم، مما يعكس نهجًا إسرائيليًا يسعى إلى مسح الهوية الثقافية الفلسطينية.

في النهاية، يتطلب الوضع في غزة اهتمامًا عالميًا عاجلًا لحماية التراث الثقافي وضمان عدم تحوله إلى ذكرى من الماضي.