يعتبر انضمام مصر إلى منظمة شنغهاي خطوة مهمة تعكس تحوّلاً استراتيجيًا في المشهد الدولي حيث يرى الخبراء أن هذه العضوية ستعزز من مكانة مصر على الساحة العالمية وتفتح أمامها آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والسياسي مع الدول الأعضاء في المنظمة مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعزز من الاستقرار الإقليمي ويتيح لمصر فرصًا أكبر في مواجهة التحديات العالمية كما أن هذه الخطوة تعكس أيضًا رغبة مصر في تعزيز علاقاتها مع القوى الكبرى وتحقيق شراكات استراتيجية تسهم في تعزيز الأمن والتنمية في المنطقة.

مصر ومنظمة شنغهاي: تحول استراتيجي في المشهد الدولي

أشار الدكتور دينج لونج، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، إلى أن انضمام مصر كأول دولة إفريقية إلى منظمة شنغهاي للتعاون يمثل تحولاً استراتيجياً بارزاً في الساحة الدولية، حيث استطاعت مصر بفضل موقعها الجيوسياسي الفريد أن تربط بين جغرافية المنظمة وقناة السويس، التي تتحكم في 12% من التجارة العالمية، مما يجعلها همزة وصل حيوية بين قارتي آسيا وأفريقيا.

تعزيز التعاون بين الجنوب والشمال

وأضاف لونج في تصريحاته لـ "إقرأ نيوز" أن هذا الانضمام لا يعد مجرد توسيع للعضوية، بل يعكس رغبة دول الجنوب في إعادة تشكيل توازن القوى العالمية، ورفع صوتها في المحافل الدولية، خاصة في ظل التحديات المشتركة مثل الأمن الغذائي وتقلبات أسواق الطاقة، حيث يمكن لمصر أن تلعب دوراً محورياً في تعزيز التعاون بين المنظمة ودول منطقة البحر المتوسط، مما يسهم في تنويع العلاقات الدولية لهذه الدول.

فرص التعاون الاقتصادي والتنموي

وأكد لونج أن تأثير عضوية مصر يمتد إلى الجوانب الاقتصادية والتنموية، حيث يمكن أن تعزز مصر التعاون مع الدول الآسيوية في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية، خاصة مع تزايد أهمية الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء، كما يمكن لمشاركة مصر أن تسهم في تعزيز التعاون بين المنظمة ودول القارة الإفريقية في مجال الزراعة والأمن الغذائي، مما يعزز استقرار المنطقة، ويعكس رغبة مصر في لعب دور أكبر في المشهد الدولي وسط التغيرات الجيوسياسية الراهنة.