يعتبر البحر الأحمر من الوجهات المميزة لعشاق الغوص حيث يحتوي على 21 موقعًا لحطام السفن الغارقة التي تجذب آلاف السائحين سنويًا هذه المواقع ليست مجرد أماكن للغوص بل هي كنوز تاريخية تحتاج إلى الحماية والتوثيق للحفاظ على تراثها الغني وتوفر تجربة فريدة للزوار الذين يسعون لاستكشاف أعماق البحر واكتشاف قصص السفن الغارقة التي تحمل في طياتها أسرار الماضي وبهذا تصبح هذه المواقع نقطة جذب رئيسية لعشاق المغامرة والبحث عن الجمال الطبيعي تحت الماء مما يعزز السياحة في المنطقة ويزيد من الوعي بأهمية المحافظة على البيئة البحرية.

الكنوز الغارقة في البحر الأحمر: دعوة لحمايتها

يحتضن قاع البحر الأحمر أكثر من 21 موقعًا لسفن غارقة، تتنوع بين سفن الركاب والبضائع والسفن الحربية، وقد استقرت هذه السفن منذ عقود طويلة لتتحول إلى كنوز بحرية مفتوحة لعشاق الغوص والسياحة البحرية، تعد هذه المواقع مقصدًا عالميًا لعشاق المغامرة، إذ تمثل قيمة بيئية وتاريخية وسياحية كبرى، وفي الوقت نفسه تحتاج إلى تحرك عاجل لحمايتها من العبث والنهب، خاصة مع تزايد الإقبال عليها سنويًا من آلاف الغواصين الأجانب والمصريين.

خريطة المواقع الغارقة: حماية وتوثيق

قام باحثو البيئة بمحميات البحر الأحمر بإعداد خريطة تفصيلية دقيقة توضح إحداثيات وعمق كل موقع، لتكون مرجعًا معتمدًا يضمن تنظيم النشاط السياحي حولها، تعتبر السفن الغارقة مناطق ذات حساسية بيئية عالية، حيث تحولت إلى موائل طبيعية للشعاب المرجانية والأسماك النادرة، وتتحمل هيئة موانئ البحر الأحمر مسؤولية حماية هذه الحطام بالتنسيق مع وزارة البيئة، مما يضمن أن يبقى البحر الأحمر متحفًا طبيعيًا مفتوحًا تحت الماء يحتضن قصصًا مدفونة لسفن وحروب وتجارات عبرت محيطاته منذ مئات السنين.

الحاجة إلى حماية السفن الغارقة

تظل المواقع الـ21 للسفن الغارقة ثروة وطنية تحتاج إلى حماية وتوثيق، حتى لا تضيع بين أطماع الباحثين عن الكنوز وإهمال الجهات المسؤولة، فهناك سفن غارقة تحتفظ بهيئتها حتى الآن، مثل سفينة سالم إكسبريس الشهيرة وسفن منطقة أبو نحاس شمال الغردقة، لكن يظل التحدي الأكبر هو غياب الحماية الكافية لهذه السفن، مما يفتح الباب أمام المغامرين لانتشال مقتنيات ثمينة من حطامها، ما يؤدي إلى فقدان قيمتها التاريخية والأثرية.

أهمية السياحة البحرية

تعتبر هذه السفن الغارقة أحد أهم مقومات التسويق لسياحة الغوص في البحر الأحمر، حيث يسجل السائحون أكثر من 2 مليون غوصة سنويًا، منها حوالي 500 ألف غوصة موجهة خصيصًا نحو مواقع السفن الغارقة، مما يعكس الأهمية الاقتصادية لهذه المواقع، ويؤكد الخبراء على ضرورة حماية هذه السفن إداريًا وقانونيًا، لكي تتحول إلى متاحف بحرية مفتوحة تجذب شريحة أكبر من سياحة الغوص العالمية.

دعوة للتوثيق والحماية

تعد السفن الغارقة قصصًا إنسانية وتاريخية متشابكة، تحمل في أعماقها تاريخًا ثريًا، من سفن غرقت في طريقها من الهند إلى أوروبا محملة بالمجوهرات، إلى تلك التي كانت جزءًا من أحداث الحربين العالميتين، لذا، يطالب باحثون وخبراء بضرورة تسجيل قصص غرق هذه السفن وإنتاج أفلام وثائقية عنها، مما يساهم في توثيقها عالميًا وإدراجها ضمن التراث الإنساني، كما أن الحفاظ على هذه السفن الغارقة يعتبر أداة مهمة لحماية البيئة البحرية.

مواقع شهيرة لسفن غارقة

من بين أشهر مواقع السفن الغارقة بالبحر الأحمر، نجد موقع غرق العبارة سالم إكسبريس، وهي سفينة ركاب مصرية غرقت عام 1991، وكذلك السفينة الحربية ثيستيل الجورم (Thistlegorm) التي غرقت عام 1941 محملة بمعدات عسكرية، بالإضافة إلى سفينة روسالي مولر (Rosalie Moller) وسفينة كريسولا كيه (Chrisoula K)، مما يجعل هذه المواقع جاذبة لهواة الغوص والمغامرة.